الذين يمارسون بكل تعجرف سياسة التخوين والإقصاء ضد المختلفين معهم من ابناء الوطن ، هدفهم وهمهم الأساسي ليس الاستقلال والتحرر .. بل الانقسام والتخوين لقادة الجنوب الآخرين .
لا يؤمنون بالتنوع والاختلاف ، والمناضلين والمخلصين في نظرهم حكر لمناطق معينة وبتصريح وتزكية من ضاحية بيروت .
هؤلاء هم الخطر الحقيقي الذي يحيق بالثورة الجنوبية .
والسوس الذي ينخر في جسد حراكها السلمي .. والعائق الوحيد أمام وحدة الصف الجنوبي .. همهم السلطة والشهرة وحب الظهور لا غير ، وشعارهم الغاية تبرر الوسيلة .. وإن اختلفت الهيئات والأشكال والسِحَن .
ان اصحاب هذا الفكر التخويني جميعهم "عنوان واحد" لأسلوب نضالي زائف ومشوه .
لا تهمهم قضية ولا مصلحة وطن ولا مصلحة شعب ، كلهم اصحاب مصالح شخصية وحزبية يضعون قناعاتهم ومصالحهم موضع الأولوية مقدميها على المصلحة الوطنية .
وحرصهم على الجنوب واستقلاله يضل محل شك .. لسبب بسيط : ان اقوالهم تختلف عن افعالهم ، ومن يدعي الحرص وحب الوطن والحفاظ على اللُحمة الجنوبية لا يثير الفتنه ولا ينبش ولا يتشبث بعقلية الماضي وادواتة النتنة .
بينما هؤلاء يسعون بكل جهد من خلال ما توفر لهم من مال سياسي مدنس عوائد المتاجرة بالوطن وقضيته في سوق النخاسة , الى شق الصف وتعميق بؤرة الاختلاف وتأجيج الصراع الجنوبي الجنوبي على حساب دماء الشهداء وأنات الثكالى والجرحى والمعتقلين .
يريدون ان يمارسوا على الجنوب والجنوبيين نفس الاليات السابقة .
يعتقدون في قرارة انفسهم ان الجنوبيين مجرد ارقام مليونية ، وانهم وحدهم الاوصياء على الجنوب ، واستطاعوا بأسلوبهم الرخيص مستغلين حماس وعاطفة الشعب الجنوبي ورغبته في التحرر والاستقلال ، من دغدغة عواطف الجماهير بشعارات ثورية الهدف منها إعادة أنفسهم الى واجهة المشهد ، وقاموا بتجييش بعض المرتزقة الاشتراكيين اصحاب الأقلام الملوثة والموظفة بالأجر اليومي مقابل فتات عفن من الأموال المشبوهة ، وأوكلوا لهم مهمة دنيئة ومبتذلة للإساءة والتنقص من قادة الجنوب الآخرين المختلفين معهم من ناحية .
ومن ناحية اخرى التطبيل لهم وتأمين زعامتهم وقيادتهم ونفخهم بألقاب التفخيم والتعظيم والتمجيد ووصفهم بنعوت الوطنية والنضال صباحاً ومساءً وعشياً وحين يظهرون ، حتى يصدق الناس اكذوبتهم ، ويتحوَّل الكذب إلى حقيقة ثابتة في نفوس الشعب مع مرور الزمن ، بأنهم هم المناضلين فقط ، الذين لا يأتيهم الباطل من بين ايديهم ولا من خلفهم ، ولا حتّى من ظهورهم فما يخرج من صُلبهم من نُطف هي صحية وسليمة جديرة بأن تحقق أمل الشعب الجنوبي في التحرر والاستقلال وفي حياة كريمة تسودها الحريه والعدالة الاجتماعية .
اما غيرهم فخونه وعملاء .
لقد عانى الجنوب كثيراً من ثقافة التخوين والاقصاء والانفراد بالقرار ، هذة السياسة المقيتة التي كانت السبب الاساسي في كل الكوارث التي حلت بالجنوب ولزمته خلال العقود الخمسة الماضية منذ الاستقلال 67 ، وهي من تقف اليوم عائقاُ في التعامل بين القيادات الجنوبية بروح الفريق الواحد والعبور بالمستقبل بثقة واقتدار .
ومن لازال يعيش في جلباب التخوين والإقصاء لن يحرر وطن ولن يصنع للجنوب مستقبل .
لأنه من الأساس مصاب في صميم وعيه وفكره بلوثة أبدية لا تملك الوعي الكامل ولا تقوى على استيعاب وفهم الأمور على حقيقتها والتعامل النظيف مع الآخر .
لهذا تجده يتخبط يتحدث عن الوطنية والنضال .. في وقت لا يبحث فيه بنوايا سليمة عن مخارج آمنة للجنوب ، وانما يريد اعادة انتاج الماضي الذي يرفضه كل جنوبي شريف ويتقزز منه كل مخلص لوطنه وقضيته .
ويدفعه غبائه الى ضرب كُرة الخيانة في اتجاه مرمى المختلفين معه في نفس المسعى .. دون ادراك منه بأن كُرته قد تستطدم بعارضة الملعب وتعود اليه دون تسجيل اي اهداف .. وسوف يعجل من إحراق نفسه بسبب تصرفاته اللا مسئولة .
بينما المختلف معهم ومن وصفهم بالخونة لديهم من الحنكة والمكر السياسي ما يجعلهم يستغلون غبائه وطيشه ويركلون الكرة في كل اتجاه ويسجلون الاهداف بسلاسة ومهارة .
إن من تنتابه من قادة الحراك حالة من الأستقواء والزهو والغرور ويعتبر عن غباء وجهل ان المليونيات تعطية الحق في التقليلً من شأن القيادات الجنوبية الاخرى ووصفهم بالخونة .
فقد جنى على نفسه ، ويعتبرها القشة التي ستقصم ظهر الحراك السلمي وثورته الجنوبية، لانه يضع الوطن وثورته بهذا الوصف اللا وطني والمقيت في اختلافات وصراعات وتمزق يستحيل على ضوئها تحقيق اي تقدم في مسار الثوره والقضيه الجنوبيه .
والوطن لن يُبنيه الانهزاميين و دعاة الخيانة وزارعي الأشواك .. وليس هناك من جنوبي عاقل يمكن له ان يراهن على جواد خاسر ورط شعبه في كارثة الوحده عام 90 .
في يوم تاريخي غاب عنه التاريخ .
لان من جلب الهزيمة لن يصنع النصر .
ومن خّون أخوته الجنوبيين الآخرين الذين يختلفون معه في ايجاد الحلول للخروج من هذا الوحل القذر المسمى "الوحدة" التي ورطنا فيها الاشتراكيين وأمينهم العام بغبائه السياسي ، ليس من حقه ان يختزل الحلول في رأيه ..
ولا يحق له ان يدعي انه لا ناجي لنا من هذا الوحل إلا هو .. فعهد الشمولية ولا دون رجعة ومن يدعي الأمانة والقيم والوطنية ومصلحة الوطن ، ويؤمن بالثورة واهدافها ومبادئها ودماء شهدائها بالاقوال والشعارات فقط ، التي تدغدغ العواطف .. دون أن يُعززها في ذاته وفي سلوكه وتصرفاته ، ودون حُرمةً دينيه او التزام أخلاقي ومهني بقسم "بن فريد" الذي حرم تخوين الجنوبي لأخوه الجنوبي .
يُعتبر خائناً مع مرتبة الشرف .
* من شفاء الناصر
9-8-2013