هل كانت السويس والعقبة ترى باب المندب نداً لهما؟!

2024-02-13 21:42
هل كانت السويس والعقبة ترى باب المندب نداً لهما؟!
شبوه برس - خـاص - الرياض

 

جميع الأماكن المطلة على البحر الأحمر تربطها ببعضها صلة القربى والمشاكل والمصالح المشتركة. وبشفافية محاطة بالمحبة، يستغرب أي مراقب منذ ثلاثة عقود لقصر نظر موقعين إستراتيجيين مهمين، وتدني مستوى تقديرهما للمخاطر، حتى أصبح يتحكم بأرزاقهما اليوم شرار الخلق وأجهلهم وأضعفهم.

هذه كلمات لمواطن راصد يخاطب الجمادات فقط، لأجل مصلحة السويس الغالية علينا هي وأهلها، والعقبة المحترمة التي لها ولأهلها أيضاً مكانة بقلوبنا.

 

لمعالي السويس والعقبة وشواطئها وأمواجها، الملاحظ منذ ربع قرن على الأقل، أنكم تنظرون بدونية لإبن عمكما سعادة باب المندب، فهل لأنه يقع بآخر الجنوب المتخلف وأنتم في أقصى الشمال المتقدم؟. أم لأنه أقل أهمية كأحمر بالنسبة لمواقعكم القريبة من جمال البحر الأبيض؟.

 

بشفافية أقول لمعاليكم، يلاحظ من المسار المتعرج للأحداث والمواقف والأزمات السابقة، أن وضع إبن عمكم المسكين سعادة باب المندب واستقراره بالنسبة لكم يبدو كان ثانوياً، وكأن ما يصيبه من أذى هو فقط شأن القريبين منه. وما يجري فيه وحوله لا يهم غير الجنوب والجنوبيين.

بصدق.. لمعاليكم، منذ 1990م شككت أنكم حفرتم قناة بحرية خاصة لمصالحكم تحت الأرض للناقلات والأسماك والناس والنفظ بحيث لا يعبرون #باب_المندب من وإلى الشمال!. فهل كنتم مدركين لمعنى التاريخ وأحداثه، ولدور #إيران وإسرائيل والقذافي وصدام حسين وبريطانيا في دمج عدن بصنعاء بمعادلة فاشلة غير قابلة للحياة ولن تنجح أبدا؟.

 

هل كنتم معالي السويس والعقبة متحسبين لما يجري اليوم في باب المندب من إرهاب وسيطرة للميليشيات الإرهابية الصومالية والإيرانية والقراصنة وما تشكله على حركة الملاحة التي تصل إليكم وتقبضون أثمانها غالية، واليوم تخسرون النصف تقريباً.؟. هل يدرك معاليكم أن #إسرائيل منذ عقود أكثر إهتماماً ووصولاً ومراقبة وتواجد منكم في محيط باب المندب وبالقرب منه، مع أنها تمتلك أضيق ساحل يطل على البحر الأحمر؟!.

هل يدرك معاليكم اليوم أن التفريط وربما التكبر القديم لم يعكر صفو جنوبكم الغلبان بل نتائجه أصبحت تهدد مصالحكم واقتصادكم وأمنكم الإستراتيجي.؟.

 

التاريخ سجل والأحداث مرتبطة ولها نتائج ماثلة. وربما كانت مواقف معاليكم غير محسوبة وغير مدروسة من نظام علي عبدالله صالح ومشاريع وحدته الموجهة لزعزعة أمن مجلس التعاون الخليجي. تصور يا معالي العقبة والسويس لو أن اليمن الشمالي يحكمه اليوم أهله بتواضع، وأن الجنوب دولته هي من يناصف جيبوتي مسؤلية الإشراف على مضيق باب المندب. وأنه لايوجد حوثية ولا مسيرات ولا تهديد للناقلات. وهذا كله ماكان ليحدث لو بقي نظام صالح "رحمه الله" على اليمن الشمالي واهتمامه منصب على أمن بلاده وتطويرها ومحاربة الإرهاب لا إستخدامه كما فعل مع #الحوثي لحسابات ضيقة.

هل ما يجري اليوم من تهديد وتخريب لأمن جنوب #البحر_الأحمر وسقوط صواريخ إيران الحوثية من صنعاء بالقرب من خليج العقبة و #قناة_السويس له صلة بقراءات سابقة خاطئة. أعتقد ذلك، وتلك أيام خلت. والمهم هو أن معاليكما مطالب بتغيير إستراتيجية التعامل مع أمن جنوبكم المائي بـ #خليج_عدن وبحر العرب والمضيق، فبدون أمن بابكم الجنوبي ودقة الحسابات تجاهه لن يكون لمعابركم الشمالية أهمية ولن يتوفر دخل قومي محترم يجب إستمراره وزيادته.

 

الأخطاء تقع بأي مكان، أمريكا لم تُقدّر أن مياه البحر الأسود لا تشبه مياه ميناء البصرة وان موسكو القريبة من كييف ليست هي بغداد، واليوم تنزف واشنطن أموالاً في #أوكرانيا أكثر مما كانت ستجنيه!. المهم التغيير والإصلاح. السويس و العقبة نحبهما ولذا أهتمينا بشأنهما وتألمنا لتاثير الأشرار عليهما.

 

*- اللواء عبدالله غانم القحطاني – الرياض