إلى منْ يهمهم أمرَ إستقلال الجنوبِ.

2024-02-17 17:00
إلى منْ يهمهم أمرَ إستقلال الجنوبِ.
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – خاص للأيام

قدْ لا أكونُ مؤهلاً أوْ قادرا على تقديمِ كلِ ما منْ شأنهِ وضعَ حلولٍ لما يواجههُ شعبنا في الجنوبِ اليومِ منْ ظروفٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ واجتماعيةٍ قاسيةٍ تتطلبُ منْ الجميعِ جهدا جماعيا وتقديمِ ما لديهمْ منْ رؤى تسهمُ في التسريعِ منْ تحقيقِ هدفِ الاستقلالِ الثاني للجنوبِ .

 

لكنني أدركَ كما يدركُ كثيرون غيري أنَ بعض ممنْ يتصدونَ للعملِ السياسيِ في الجنوبِ يرونَ في أنفسهمْ أنهمْ أكثرُ وطنيةً منْ غيرهمْ وأنهمْ فوقَ كلِ نقصٍ ويمتلكونَ منْ الكمالِ والصفاتِ النضاليةِ وحتى القدراتِ الفكريةِ مالاً يمتلكهُ غيرهمْ ، بلْ يظنونَ بأنهمْ أصحابُ علمِ ومعرفةِ بالسياسةِ لا تتوافرُ لدى الآخرينَ ممنْ همَ مثلنا منْ العامةِ ، نحنُ نتمنى بلْ نبتهلُ للهِ أنهمْ كذلكَ وعسى ذلكَ يجعلهمْ يأتونَ وينتصرونَ لنا بتحقيقِ هدفنا في إقامةِ دولتنا المنشودةِ في الجنوبِ ليثبتوا لشعبِ الجنوبِ أنهمْ رجالُ دولةٍ كما تصفهمْ منابرُ إعلامهمْ وأشياعهمْ وحتى نقرَ لهمْ بأنهمْ صناعُ مستقبلِ دولةِ الجنوبِ .

 

 لسنا مختلفينَ حولَ هدفنا المشتركِ في بناءِ دولةٍ تمثلُ إرادةَ الشعبِ الجنوبيِ ولا على الشراكةِ الوطنيةِ التي أثبتتْ نجاحها عندما خرجَ ثائرْ ضدَ الغزوِ والاحتلالِ اليمنيِ في حراكهِ السلميِ لإستعادةِ حقوقهِ الوطنيةِ ، لأنَ هذهِ الشراكةِ هيَ الضمانةُ الوحيدةُ لتحقيقِ التوافقِ الوطنيِ منْ بابِ المندبَ إلى المهرةُ وتجنبُ العودةِ إلى ديكتاتوريةِ الحزبِ الواحدِ وهوَ ما يتطلبُ منْ الساسةِ الجنوبيينَ تجاوزَ الخلافاتِ والمصالحِ الضيقةِ والعملِ بروحِ وطنيةٍ تسمو بالمسؤوليةِ إلى التكليفِ لا التشريفُ والانتفاعُ .

 

وحتى لا نتهمُ بالعدميةِ أوْ أننا نترصدُ الأخطاءُ فقطْ دونَ تقديمِ المشورةِ فإننا نضعُ هنا مايلي وهوَ ما نستطيعُ تقديمهُ :

 

 

 أولاً ، نرى أنَ الحفاظَ على الشراكةِ الوطنيةِ وتعزيزها سياسيا وعسكريا كما حملتها ونصتْ عليها كلِ أدبياتِ الثورةِ الجنوبيةِ منْ بداياتها متمثلةً بحركةِ موجِ وتاجِ والحراكِ الجنوبيِ السلميِ وحتى قيامِ المجلسِ الانتقاليِ الجنوبيِ تمثلُ إرادةَ الشعبِ الجنوبيِ الذي خرجَ في الثورةِ بأشكالِ مختلفةٍ ليسَ آخرها مقاومةَ الغزوِ الحوثوعفاشي في 2015 و استمرارها حتى اليومَ  في دفاعِ القواتِ المسلحةِ الجنوبيةِ في صدِ محاولاتِ المليشياتِ الحوثي الاعتداءِ على أرضِ الجنوبِ .

 

ثانيا الإستفادةِ منْ الفرصِ التاريخيةِ التي أتاحها عجزُ الشرعيةِ اليمنيةِ وفقدانِ أهليتها وفشلها بالقيامِ بمهامها الميدانيةِ اقتصاديا وإداريا وعسكريا ، ولعلَ العملَ على توحيدِ القواتِ المسلحةِ الجنوبيةِ منْ المهامِ الأساسيةِ ، على امتدادِ الأرضِ الجنوبيةِ ، وحلحلة العوائقُ التي تحولُ دونَ ذلكَ ومنعَ كلِ ما منْ شأنهِ إعطاءَ فرصةٍ للقوى المعاديةِ للجنوبِ يمنيا وإقليميا منْ إحداثِ اختراقاتٍ ستمثلُ عائقا أمامَ الوصولِ بالمشروعِ الجنوبيِ إلى تحقيقِ هدفهِ ، وتتسببَ في استمرارِ المعاناةِ الإنسانيةِ للملايينِ منْ الجنوبيينَ الذينَ يعانونَ منْ الجوعِ والأمراضِ ولمنعِ أيِ تهديدٍ لمستقبلِ الجنوبِ ، وحتى لا تستغلها بعضُ القوى الخارجيةِ للتدخلِ في شؤونِ الجنوبِ وزعزعةِ استقرارهِ .

 

 ثالثا العملُ على تحسينِ الوضعِ الاقتصاديِ والاجتماعيِ للجنوبيينَ من خلال الوقوفِ بقوةٍ في وجهِ فسادِ الشرعيةِ اليمنيةِ والنهبِ المنظمِ للثروةِ ، الذي قادَ إلى التدهورِ الشديدِ في الخدماتِ ومعيشةِ المواطنينَ التي لم يعرفون لها مثيل في التاريخ الحديث، ووجوبِ اتخاذِ خطواتِ عمليةٍ وملموسةٍ لتنفيذها .

 

وهنا يمكنُ للمقترحاتِ التاليةِ أنْ تسهمَ في تحقيقِ بعضٍ مما أشرنا إليهِ وهيَ :

 

- تشكيلُ لجنةٍ وطنيةٍ منْ كلِ قوى الإستقلالِ الجنوبيةِ السياسيةِ المدنيةِ منها والعسكريةَ لتقييمِ المرحلةِ الماضيةِ وما تمَ إنجازهُ على طريقِ تحقيقِ أهدافِ شعبِ الجنوبِ والاتفاقِ على خارطةِ طريقٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ وإعلاميةٍ متفقٍ عليها .

 

- رفضَ كلُ محاولاتِ الإقصاءِ والاستحواذِ وتشجيعِ جميعِ القوى الوطنيةِ على الانخراطِ في المشاركةِ الواسعةِ للمواطنينَ الجنوبيينَ والدفعِ بمنظماتِ المجتمعِ المدنيِ ودعمها وتطويرِ أداءِ الإعلامِ في العمليةِ السياسيةِ ومراقبتها لكشفِ أيِ انحرافٍ أوْ أخطاءٍ يرتكبها الساسةُ .

 

 - كما أنَ تنظيمَ حوارٍ وطنيٍ حقيقيٍ شاملٍ وشفافٍ يشكلُ حجرَ الزاويةِ للإنتصارِ لأهدافِ الثورةِ الجنوبيةِ ، بحيثُ يضمُ جميعُ الأطيافِ السياسيةِ والاجتماعيةِ والثقافيةِ لبناءِ توافقٍ حولَ القضايا الرئيسيةِ المتعلقةِ بمشروعِ الدولةِ الجنوبيةِ ومشروعِ دستورها وطبيعةِ النظامِ السياسيِ والهويةِ الوطنيةِ والعدالةِ الانتقاليةِ .

 

- تعزيزُ العملِ الخارجيِ والخروجِ منْ موقعِ ردودِ الأفعالِ إلى صنعِ الفعلِ ونسجِ علاقاتٍ معَ الدولِ التي تهمها مصالحها والإستقرارُ في الجنوبِ والمنطقةِ وكذا معَ المنظماتِ الدوليةِ والإقليميةِ ، وتقديمَ قضيةِ شعبِ الجنوبِ بشكلٍ محددٍ ومبررٍ للدعمِ السياسيِ ، والاقتصاديَ والإنسانيِ والتنمويِ .

 

وأخيرا الالتفاتَ والإستماعَ بانتباهٍ وإحترامٍ إلى آراءِ ومطالبِ الفاعلينَ السياسيينَ الجنوبيينَ والجماهيرِ التي يمثلونها ، والتفاعلُ معهمْ بشكلٍ مباشرٍ ومنتظمٍ ، وتعزيزَ الاستجابةِ لما يقدمونهُ منْ وجهاتِ نظرِ ملاءمةٍ وموضوعيةٍ .

 

واللهُ وليُ التوفيقِ .

 

د. حسين لقور #بن_عيدان