*- شبوة برس - احمد محمد عايض السنيدي
يشهد الجنوب العربي تحولات سياسية واجتماعية ودينية معقدة حيث تنسج خيوط مؤامرة متعددة الأوجه تهدف إلى إضعاف الهوية الجنوبية وتشتيت جهود الشعب الجنوبي في استعادة دولته المستقلة هذا المخطط لا يقتصر على جانب واحد بل يتشعب عبر أدوات متعددة منها حرب الخدمات واستغلال الدين وإنشاء جماعات ومراكز دينية مظللة وغيرها من الوسائل التي تسعى إلى تشويه صورة القضية الجنوبية وتحريف أهدافها.
1- حرب الخدمات: تأليب الشعب ضد المجلس الانتقالي الجنوبي
إحدى الأدوات الرئيسية في هذا المخطط هي ما يعرف بـ "حرب الخدمات" وهي استراتيجية تهدف إلى إفقار الجنوب وتدمير بنيته التحتية من خلال حرمانه من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والصحة والتعليم يتم استخدام هذا التدهور المعيشي كأداة لتأليب الشعب الجنوبي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يصور على أنه المسؤول عن
تردي الأوضاع وفي الواقع هذه الحرب ليست سوى جزء من مخطط أوسع يهدف إلى إضعاف الثقة بين الشعب الجنوبي وقادته وبالتالي تقويض أي جهود جادة لاستعادة الدولة الجنوبية من خلال خلق حالة من الإحباط واليأس يتم تحويل غضب الشعب بعيدا عن الجهات الفعلية المسؤولة عن تدهور الأوضاع وهي القوى الخارجية والميليشيات التي تسيطر على الموارد وتعيق تقدم الجنوب.
2- الجماعات الدينية المظللة: تحريف القضية باسم الدين
أداة أخرى خطيرة في هذا المخطط هي إنشاء وتشجيع جماعات دينية تظهر بأسماء مختلفة لكنها في الحقيقة تخدم أجندات خارجية هذه الجماعات تستغل الدين كغطاء لنشر فتاوى ومحاضرات مظللة تهدف إلى تشتيت انتباه الشعب الجنوبي عن قضيته الأساسية وهي استعادة الدولة الجنوبية من خلال التركيز على قضايا دينية هامشية أو حتى مختلقة يتم تحويل النقاش العام بعيدا عن القضية السياسية المركزية هذه الجماعات تعمل على تظليل الشباب الجنوبي وإقناعهم بأن القضية الجنوبية ليست أولوية بل إنها قد تصور على أنها
"فتنة" أو "شرك" يجب تجنبه وهذا ليس إلا محاولة لطمس الهوية الجنوبية وإعادة تشكيل الوعي الجمعي للشعب الجنوبي وفقا لأجندات خارجية. 3- استغلال الإخوان المسلمين: إعادة تشكيل الجماعات الدينية
عندما فقد الإخوان المسلمين شعبيتهم في العديد من المناطق بما في ذلك الجنوب العربي لجأوا إلى إنشاء جماعات دينية جديدة بأسماء مختلفة لكنها تتبع نفس الأيديولوجية هذه الجماعات تعمل تحت غطاء الدين لكنها في الحقيقة تهدف إلى تحريف أفكار الشعب الجنوبي وإبعاده عن قضيته الوطنية.
المفارقة هنا هي أن هذه الجماعات لا تظهر نفس النشاط في المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الحوثيون الذين يغيرون في العقيدة الإسلامية ويُشرذمون المجتمع هذا الانتقائية في النشاط يظهر أن الهدف الحقيقي ليس الدين بل استخدام الدين كأداة لتحقيق أهداف سياسية وهي إضعاف الجنوب العربي ومنع استعادة دولته.
4- الدعوات المنبرية المفبركة: العودة إلى ما قبل الإسلام
بعض هذه الجماعات تتبنى خطابا دينيا متطرفا يدعو إلى محاربة "الشركيات" وأمور أخرى عفا عليها الزمن هذا الخطاب لا يعكس واقع الشعب الجنوبي الذي هو شعب سني له تاريخ عريق في نشر الإسلام في شرق آسيا وأفريقيا من خلال هذه الدعوات يتم تصوير الشعب الجنوبي وكأنه غير مسلم أو أنه لا يزال في مرحلة "الشرك"، وهو أمر بعيد كل البعد عن الحقيقة.
هذا الخطاب ليس فقط مهينا للشعب الجنوبي بل إنه يعيدنا إلى عصور ما قبل الإسلام حيث يتم تحريف الدين لخدمة أغراض سياسية بدلا من أن يكون الدين عاملا لإصلاح المجتمع والألفة والمحبة والتقدم يتم تحويله إلى أداة للتفرقة والتشتيت.
#الخلاصة: مقاومة المخطط واستعادة الهويةالمخطط ضد الجنوب العربي هو مخطط متعدد الأوجه يستخدم أدوات سياسية واقتصادية ودينية لتحقيق أهدافه من خلال حرب الخدمات يتم خلق حالة من الإحباط والغضب توجه ضد القيادات الجنوبية ومن خلال الجماعات الدينية المظللة يتم تحريف القضية الجنوبية وتحويلها عن
مسارها الصحيح لكن الشعب الجنوبي الذي له تاريخ عريق وإرث حضاري وديني كبير قادر على مقاومة هذه المخططات.
#المطلوب هو وعي جماعي بخطورة هذه الأدوات وتوحيد الصفوف لمواجهة التحديات والعمل الجاد من أجل استعادة الدولة الجنوبية التي تحترم فيها حقوق الإنسان وتصان فيها الهوية الجنوبية.
#الجنوب العربي ليس مجرد جغرافيا بل هو تاريخ وحضارة وشعب يستحق العيش بكرامة واستقلال مقاومة هذا المخطط ليست فقط مسؤولية القيادات بل هي مسؤولية كل فرد يؤمن بحق الجنوب في الحرية واستعادة الدولة الجنوبية والعيش الكريم .~