اين تقف اليوم؟

2025-05-16 16:27

 

بفعل حرب صيف 1994م أصبح مشروع الوحدة الذي أعلن في 22 مايو 1990 م بين ( ج ي د ش) و (ج ع ي ) احتلال (ج ع ي ) ل (ج ي د ش ) مكتمل الأركان وسقط اعلان مشروع الوحدة ، لكن مقاومة شعب الجنوب للحرب ثم للاحتلال لم تتوقف واتخذت أشكال مختلفة حتى أعلن مشروع التصالح والتسامح بين الجنوبيين في عام 2006 م من جمعية ردفان وجمعية العواذل الذي مهد لقيام الحراك الجنوبي السلمي في 7/7/2007 م الذي شكل تطور نوعي في المقاومة الجنوبية للاحتلال اليمني الذي شهد العالم والاقليم لحضاريته و سلميته وفعاليته التي هزت اركان الاحتلال اليمني قبل ظهور ما سميت ب ثورات الربيع العربي وقبل ما سميت بثورة الشباب اليمني الذي كان هدفها إسقاط نظام علي عبدالله صالح عل ذلك يقنع الجنوبيين والتوقف عن حراكهم السلمي الذي يهدف إلى الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية المغدور بها ، لكن الثورة الشبابية لم تنجح حيث كان من أسباب فشلها هو اختطاف قيادتها من قبل الجزء الأكثر تخلف من نظام صالح وكانت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية و موتمر حوار صنعاء الذي رفض الجنوبيين الاشتراك فيه لعلمهم أن الهدف هو دفن قضية شعب الجنوب مقابل إسقاط علي صالح من السلطة والاعتراف بالقضية وعدم حلها وفق تطلعات شعب الجنوب لكن الانتقال السياسي الذي تضمنته المبادرة الخليجية لم ينجح بسبب مقاومة نظام صالح للتغيير وبالتالي عرقلت عملية الانتقال السياسي وجاء ما سمي باتفاق السلم والشراكة الذي يناقض مخرجات مؤتمر حوار صنعاء الذي تم الالتفاف على نتائجه في اخر جلساته ولم يستكمل العمل لإنجاز مشروع الدستور الجديد ورفضت مراكز نفوذ صنعاء قيادة شخصية جنوبية رئاسية. (عبدربه منصور هادي ) و(خالد بحاح كرئيس للوزراء ) وتم الانقلاب على هادي من قبل الحوثيين وقوات المخلوع صالح بدعم ايراني بهدف تغيير هوية المنطقة لصالح المشروع الفارسي للسيطرة على المنطقة لما لها من أهمية في موقعها الاستراتيجي ، وجاءت عملية عاصفة الحزم للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين وقوات الرئيس الأسبق على صالح بطلب من الرئيس هادي وأصبح التدخل الإقليمي والدولي واقع ،

بعد هجوم الحوثيين وقوات صالح على العاصمة المؤقتة عدن التي انتقل إليها الرئيس هادي بعد انقلاب الحوثيين على السلطة في صنعاء وبناءا على رسالة الممثل الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة التي يحيل بها رسالة من الرئيس اليمني هادي يبلغ فيها مجلس الأمن الدولي أنه قد طلب من مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية تقديم الدعم على الفور، بكل الوسائل والتدابير اللازمة، بما فيها التدخل العسكري، لحماية اليمن وشعبه من استمرار عدوان الحوثيين”.

وعلى الرسالة المؤرخة 26 مارس/آذار2015 الموجهة من الممثلة الدائمة لدولة قطر، التي تحيل بها رسالة من ممثلي الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة قطر ودولة الكويت والمملكة العربية السعودية. نص قرار مؤتمر القمة السادسة والعشرين لجامعة الدول العربية الذي تضمن دعم العمليات العسكرية في اليمن لردع الحوثيين

لا عادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن بقيادة شرعيتها الدستورية

وطالب القادة العرب جماعة الحوثي بالانسحاب الفوري من العاصمة صنعاء والمدن الأخرى والمؤسسات والمصالح الحكومية وإعادة الأسلحة إلى السلطات الشرعية الدستورية

كان أول قرار اتخذه مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن تحت البند السابع هو القرار رقم 2140 وذلك بتاريخ 26 فبراير 2014 م بالنص الآتي (. وإذ يقرر أن الحالة في اليمن تشكل تهديدا ً للسلم والأمن الدوليين في المنطقة، وإذ يتصرف بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة…… ) وكان ذلك القرار تحت البنود 39 و 41 من الفصل السابع وهي عقوبات وإجراءات اقتصادية لكن القرار التي أجاز استخدام القوة العسكرية وتحت البند 42 من الفصل السابع هو القرار 2216 وحصل التدخل العسكري وهب شعب الجنوب عن بكرة أبيه للدفاع عن عدن والجنوب بشكل عام وبدعم من دول التحالف العربي حتى تم دحر العدوان على عدن وبقية محافظات الجنوب وبدل من استغلال هذه الفرصة من قبل الجنوبيين والسيطرة على أرضهم وإدارتها فقد أضاعوا هذه الفرصة وتركوا إدارة الجنوب لشرعية المنقلب عليها في صنعاء وكاد النصر الجنوبي أن يضيع من يد الجنوبيين لو لا تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو 2017م والإمساك بهذا النصر وتعظيمه والسؤال الذي يتردد اليوم هو هل لقرار مجلس الأمن بوضع اليمن تحت البند السابع هو سبب تدهور الأوضاع المعيشية والخدمية لشعب الجنوب ؟ وما هي التزامات المجتمع الدولي ودول التحالف أمام الأوضاع المتدهورة ؟

وعندما حاول المجلس الانتقالي كحامل سياسي لقضية شعب الجنوب ظهر الصراع المستتر الذي كان بين ذيول الأحزاب اليمنية الاحتلالية المستخدمة لبعض الجنوبيين وبين قوى الثورة الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي حتى انفجرت الأوضاع العسكرية بينها في يناير 2018 م وكان النصر حليف شعب الجنوب لكن قوى الاحتلال لم تيأس فحاولة إعادة سيطرتها على عدن واغتيال الرموز الوطنية الجنوبية فانفجر الصراع مرة أخرى فيشعر اغسطس من العام 2019 م وكان النصر أيضا حليف شعب الجنوب ولكن كان أمام خيارين أمام أن يكمل الانتصار وإخراج ما سميت بالشرعية اليمنية المعترف بها دوليا من عدن وبهذا يدخل في صراع مع دول التحالف والعالم ومجلس الأمن ومنظمات الأمم المتحدة ويصف بنفس ما صنف به الحوثيين أو أن يقف على حافة النصر النهائي ويبقي على وجود اداري وسياسي لحكومة المعترف بها دوليا ويعزز من نصره العسكري وتحويله إلى نصر سياسي بما لا يتصادم مع داعمي الشرعية اليمنية وكان اتفاق الرياض الذي كان يعتقد خصوم الجنوب تقويض انتصارات الجنوبيين لقيادة المجلس الانتقالي ومالك يحققونه في الميدان سينتزعونه على طاولة المفاوضات أو يدفعون الانتقالي لصدام مع التحالف العربي والعالم لكن تمكن المجلس الانتقالي أن يحرز انتصارات جديده أكان على طاولة المفاوضات أو عن تنفيذ الاتفاق لاحقا وجاءت مشاورات الرياض في 2022 م لتضفي الطابع الشرعي على المجلس الانتقالي وانتزاع اعتراف محلي وإقليمية ودولي بشرعيته ، ولكن خصوم الجنوب أيضا لم يستكينوا بل ذهبوا إلى خرب الخدمات وتدمير الاقتصاد وخصوصا العملة بعد أن لجأوا إلى طباعة كميات كبيرة من النقود وشن الحوثي هجماته على منصات تصدير النفط المصدر الوحيد المتبقي حينها للعملة الصعبة و تكاملت هذه الحرب مع الإجراءات الاقتصادية التي اتخذها الحوثي واستقلال الأوضاع الإنسانية لتعزيز حربهم ضد الاقتصاد الجنوبي و تشكلت عملتين و بنكين و اقتصاديين في ظل فتح الجنوب على مصراعيه للاقتصاد الشمالي الطفيلي

ومضت الامور في ظل حرب الخدمات وتدمير الاقتصاد و ركود سياسي حتى كان في ديسمبر 2023 م وأعلن حينها عن التوصل إلى خارطة طريق بين الشرعية اليمنية والحوثيين بوساطة سعودية و عمانية وكان للمجلس الانتقالي الجنوبي موقف من ذلك خصوصا عند ما تم تجاهله وتجاهل قضيته في خارطة الطريق هذه وأصدر بيانه الشهير الذي حدد موقفه من هذه الخارطة في 23 ديسمبر 2023 م وكانت عملية غلاف غزة وتفجير الأوضاع في غزة وسوريا ولبنان وصنعاء اب ما يسمى بالمحور الإيراني و تجمدت العملية السياسية حتى اليوم فأين نقف اليوم ؟

إن المنطقة تقف اليوم أمام تدخل دولي كبير يرتبط أيضا بصرعات أخرى ومناطق توتر في بقاع اخر. في العالم فتأثير الصراع الاسرائيلي الامريكي مع إيران واضح و تأثير الصراع الأوكراني الامريكي والاوربي مع روسيا واضح والسياسية الجديد للرئيس الأمريكي ترامب التي تبتعد كثيرا عن النهج الليبرالي الذي سيطر بعد سقوط الاشتراكية وصراعات المنافذ البحرية و المشارفة على إنجاز طريق الحرير له تأثيره البارز وصراع العملة العالمية على أوجه كل ذلك يلقي بظلاله على منطقتنا ولكن فإن الوساطة العمانية بين الحوثيين وامريكا والوصول إلى ما أسمته عمان اتفاق لوقف إطلاق النار واسماه الرئيس الأمريكي بالاعتراف الحوثي بالهزيمة والزيارة المقبلة للرئيس الأمريكي للمنطقة للملكة العربية السعودية بوابة الشرق الأوسط واشتداد الصراع الإيراني التركي الإسرائيلي على زعامة المنطقة ومحاولة تقويض الدور العربي خصوصا المصري السعودي ومحاولة احياء خارطة الطريق السعودية العمانية بين الحوثي والشرعية اليمنية يجعل الجنوب أمام لحظة تاريخية و مفصلية في ظل أوضاع اقتصادية وخدمية هي الأسوأ على الاطلاق واشتداد هجمات الحوثي على الحدود الجنوبية دون سواها واكتشاف عدة خلايا إرهابية حوثية قاعدية في ظل الحرب مع الإرهاب والسؤال الذي يضع نفسه أمامنا هل خارطة الطريق التي كان للمجلس الانتقالي الجنوبي راي حولها في ديسمبر 2023 م والمتوقع الإفصاح عن احياءها والذي بدأ يبشر به المبعوث الأممي وفي ظل المستجدات المشار إليها مازالت حية واين يقف الانتقالي اليوم منها ؟ وباعتبار أن المقدمات تصنع النتائج أو أن المخرجات تأتي وفق المدخلات هل نرى أن هذه الخارطة تقودنا إلى استعادة دولتنا مع العلم أن من يدخل في مفاوضات كهذه يجب أن تتوفر له ثلاثة شروط لتحقيق الاستقلال هي

1- وجود حركة استقلال وطني داخلية قوية

2- وصول دولة الاحتلال إلى أن احتلالها لدولة المحتلة قد أصبح مكلف وغير مجدي ولهذا عليها أن تتخلى عن الاحتلال

3- اعتراف احد الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن على الأقل بحق الشعب المحتل في الحرية والاستقلال

وهل لدى الجنوب خيار افصل من الولوج في العملية السياسية مع ضرورة تطويرها وتحسينها ؟