العلاقة بين أوضاع الجنوبيين واستعادة الدولة الجنوبية

2025-05-14 20:41

 

فشل مشروع وحدة 22 مايو 1990م لعدم توفر مقوماتها وحرب 1994م لفرضها بالقوة وضم وإلحاق الجنوب ومحاولة طمس هويته وتدمير مؤسساته الاقتصادية والخدمية ونهب ثرواته وتهميش شعب الجنوب في مختلف الجوانب وتدهور الأوضاع المعيشية والخدمية أكد بما لا يدع مجالا للشك عدم إمكانية إصلاحها (أي الوحدة )لغياب مقوماتها أولا ولما تعرض له شعب الجنوب ولازال يتعرض له حتى اليوم كل ذلك أدى إلى مطالبة شعب الجنوب باستعادة دولته ولو كان هناك إمكانية لتحسين الأوضاع وتوفر مقومات وحدة لما طالب الناس باستعادة دولتهم.

 

لهذا علينا جميعا أن ندرك أن إنقاذ شعبنا من الأوضاع الراهنة هو في استعادة دولته أولا وقبل كل شيء .. ولكن إلى حين استعادة الدولة بحسب الخارطة المتفق عليها محليا وإقليما ودوليا أي من خلال العملية السياسية التي ستطرح فيها كل القضايا وفي المقدمة قضية شعب الجنوب وبإطار خاص بها فالناس بحاجة إلى خدمات وإلى مستوى معيشة مقبول ولو في الحدود الدنيا حتى لا يصلوا إلى ذلك اليوم جثثا هامدة لا تقوى على الدفاع عن استقلالهم ولا بناء دولتهم وهذه مسؤلية كل القوى المشاركة في هذه الاستراتيجية بما فيها الإقليمية والدولية. ومن حق الجنوبيين المضي والنضال من أجل استعادة دولتهم وفي نفس الوقت العمل على تحسين الأوضاع المعيشية والخدماتية وفي المقابل فإن خصوم شعب الجنوب في الداخل وفي الخارج يعملون بكل قوة في حرب الخدمات والمعيشة لشعب الجنوب بهدف انشغالهم في وسائل الحياة وشل قدراتهم وتفكيرهم في حريتهم واستقلالهم واستعادة دولتهم ويعملون بكل الوسائل لإعاقة الجنوبيين من استعادة دولتهم من خلال محاولة زرع الفتن والنزاعات وسياسة فرق تسد بين الجنوبيين واستخدام علاقاتهم السياسية والدبلوماسية والعسكرية والأمنية واستخدام الإرهاب والتفريخ السياسي لتشتيت التمثيل الجنوبي لعرقلة الجنوبيين من التقدم في استعادة دولتهم وتفخيخ الأوضاع لتفجيرها.

 

حين يجلس الناس على طاولة المفاوضات في العملية السياسية ويحاولون ابتزاز الناس في إرادتهم السياسية من خلال التحكم بخدماتهم ومعيشتهم ولم يتردد رموزهم السياسية من التصريح علنا بأن تحسين الخدمات والمعيشة لشعب الجنوب سوف يشجعهم على استعادة دولتهم ولم يوفروا شيئًا من الأساليب لمحاربة الجنوبيين بما في ذلك الفساد وشراء الذمم مستغلين حاجة الناس واستخدام الإرهاب والحرب على الحدود الجنوبية وخصوم الجنوب ممكن أن يختلفوا على كل شيء إلا في سياساتهم وتكاملها ضد شعب الجنوب.

 

إن المجلس الانتقالي الجنوبي يؤيد كل مطالب شعب الجنوب أكان ما يتعلق باستعادة الدولة أو تحسين الخدمات والمعيشة ويعمل دون كلل من أجل تحقيق ذلك.