من الصعب إعطاء إجابة قاطعة لهذا السؤال...لكن الحقيقة الواضحة أن ملف اليمن كان غائبا عن أجندات زيارة الرئيس ترامب إلى المملكة وربما كان كذلك في الامارات وبالطبع قطر.
حتى خلال القمة الأمريكية الخليجية لم يكن للملف اليمني أي وجود على أجندات الأعمال، إلا من إشارات عابرة لبعض قادة دول الخليج مصحوبة بأخطاء تعبيرية تعكس حجم الإهمال والتجاهل.
والحقيقة المرة أن ملف اليمن كان غائبا منذ 2015 في أجندة كثير من الدول بسبب فشل سلطة الشرعية في إثبات حضورها، والتعاطي بإيجابية ومصداقية مع الوضع في هذا البلد المتعوس.
إهمال وتجاهل ملف اليمن مقابل الاهتمام بملف سورية، ليس مجرد صدفة، بل هو انعكاس لمعادلة سياسية صريحة تفيد أن اليمن رغم ما يعيشه من حرب ونزيف، لم يعد ينظر إليه كطرف فاعل، بل كملف منسي، تتقاذفه الأطراف بلا مشروع حل شامل وعادل وبلا قيادة جديرة.
اما تجاهل ترامب لهذا الملف ففيه رسالة صافعة في وجه سلطة الشرعية التي لم تكن جادة في محاربة الحوثيين لا في ظل التحالف العربي ولا في ظل التحالف الذي قادته أمريكا.
لذلك أصبحت الإدارة الأمريكية تنظر إلى ملف اليمن كمشكلة لها مع الحوثيين باعتبارهم أداة بيد إيران.
ولا تتعامل هذه الإدارة مع هذا الملف من منطلق الحلول بل من منطلق المخاطر.
وبشكل عام ينظر إلى الحوثيين كجزء لا يتجزأ من الموضوع الإيراني...فإذا تم الوصول إلى حله سلميا فذلك سيسهل الوصول إلى حل سياسي للمسألة اليمنية.
إما إذا فشل الحل السلمي للملف الايراني فإن الحرب في اليمن ستأخذ منحى تصعيدي وستدعم الولايات المتحدة خيار القضاء على الحوثيين.
وفي انتظار حدوث ذلك ينبغي على المجلس الانتقالي وشعب الجنوب أن يكون جاهزا للتعامل مع كافة الاحتمالات واسوأ واصعب الخيارات.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري