عصابات الجولاني العميلة تسلم إسرائيل ملف الجاسوس إيلي كوهين

*- شبوة برس – السفير سامح عسكر

عندما وصفنا عصابات الجولاني فور سيطرتها على سوريا (بالموالية لإسرائيل)

اعترض البعض وقال أنت تبالغ أستاذ سامح، هؤلاء عرب مسلمون ولا يمكن أن يكونوا موالين للصهاينة

قلت: حسب معرفتي بعقلية القاعدة وتطورها الفكري الأخير بعد الربيع العربي منذ 15 عام وصلت أن الجيل الحالي للجهاديين ليست لديه مشكلة مع إسرائيل بالأساس، وشرحت ذلك فلسفيا في كتبي ومقالاتي ومحاضراتي، وهي موثقة يمكنكم العودة إليها في الأرشيف.

وعندما حدث أن سلمت تلك العصابات ملف الجاسوس إيلي كوهين لإسرائيل، استبقنا القول وقتها وقلنا أن الجولاني سلمها، في وقت كان الإعلام وكثير من المعلقين يدعون أنها عملية (استخباراتية) إسرائيلية ناجحة، ولا يمكن للجولاني أن يفعل تلك المصيبة.

قلت أنت تتعامل مع جاسوس في القصر الملكي حرفيا

الفكرة أكبر مما تتوقعها أو تتخيلها أن تحدث في بلد عربي

أن يكون حاكم الدولة مواليا وجاسوسا لدولة أخرى عدو، وشرحت كيف أن عصابات القاعدة تكرر نموذج جيش "أنطوان لحد" اللبناني مع فارق المعطيات لكن الجوهر واحد، والنتيجة النهائية سوف تكون واحدة..

عمليا نظام الجولاني هو ذراع أمريكي إسرائيلي في الشرق الأوسط، وهو من الداخل يعاني من نفوذ متنامي للقوميين العرب مقابل نفوذ متنامي للقوميين الترك والإسلاميين العثمانيين، وسترون ذلك في المستقبل على شكل صراع بين تركيا وقطر من جانب والسعودية والإمارات من جانب.. ونتيجة هذا الصراع تمت السيطرة عليها من طرف إسرائيل والبيت الأبيض كحارس وضامن لبقاء ذلك الصراع في صالح الغرب، وتحويل سوريا لكيان غير مستقر أو غير موحد يكون مركزا متقدما أو قاعدة متقدمة للنفوذ الغربي بشكل عام.