تجربة البقرة في اليمن الديمقراطية

2025-07-04 16:31

 

تجربة فاشلة مليئة بالاخطاء القاتلة ،فرضت على الجنوب بالسيف ،تنفيذا لاجندات خارجية ،فقد كان مخطط المحتل البريطاني قبل خروجه من الجنوب ،اولا اتخاذ هذا الجنوب حقل تجارب للايديولجيا القومية والماركسية اللينينية ،واقامة نظام يساري متطرف معاد لجيرانه العرب،ويشكل تهديدا لهم حتى اشعار آخر.

وكان ثمة في ما يسمى بـ(الجبهة القومية) حفنة من اليمنيين الشماليين ومعهم حفنة غير مسؤولة من الجنوبيين ممن لايقرأون . هي الاكثر حرصا على تأسيس نظام يساري متمركس متنيل على عينه إذا جاز لنا استخدام تعبير اخوتنا المصريين.

بعد استقلال الجنوب كان على رأس الدولة في الجنوب رئيس بعيد النظر سياسي مثقف جامعي ،محب لبلاده ،اراد أن ينأى بها عن هذا المصير المأساوي الذي قرره لها البيض وحزبه.فقد اقترح قحطان العظيم في أول اجتماع للقيادة العامة للجبهة القومية بعد الاستقلال -والعهدة على الرئيس العطاس -تسمية بلده ( دولة عدن) أو دولة حضرموت) فتصدى له البيض واضرابه بقولهم: (من يقول؟ نحن يمن واحد) وكانت تلك بداية الأخطاء التي ستلحقها أخطاء خطيرة اضرت بالجنوب.ومنها إثارة الفوضى فيه منذ اليوم الأول للاستقلال مطالبين بالسير في طريق محفوف بالمخاطر ،فقد كان ينبغي معاداة العالم المتحضر ودول الجوار العربي ،بله معاداة فئات من ابناء الشعب فخسر الجنوب مساعدات ضخمة كانت ستنتشله من حالة الفقر والتأخر الى حالة الرخاء والتقدم الحقيقي.

 

لم يهدأ للتيار غير المسؤول في الجبهة القومية بال حتى اطاح الرئيس قحطان ورفاقه، لتبدا مرحلة الأخطاء ومرحلة قيادته بالشعارات وبالتواضع الزائف لشد الجياع إلى رأس النظام ،في ظل عجزه عن بناء مدرسة ابتدائية في مسقط رأسه.وعن كهربة بلدات كان التيار الكهربائي يمر بها ،بل انه لم يستطع كهربة ضاحية العريش الواقعة في العاصمة عدن!

دشنت مايسمى خطوة التصحيح وما هي من التصحيح في شيء اخطاء نظام فاشل وتجربة بليدة ،بدءا مما يسمى بانتفاضة الفلاحين في ٧اكتوبر عام ١٩٧٠م وهي انتفاضة الدولة ضد فئة من مواطنيها! باستخدام فئة أخرى باسم اطروحة الصراع الطبقي الماركسية ،ولو أن نظام الحماقات التاريخية كان لديه قليل من بعد النظر لكان اقام مصنع للاسمنت في باتيس القريبة من قرية الحصن التي اقام فيها النظام انتقاضته المزيفة ،ولسمح للمستثمرين ببناء المصانع والمعامل بدلا من أن يطردهم خارج بلادهم بسبب سياسات التأميم والمصادرة والأقصاء والتصفيات الجسدية ،ظلما وعدوان ليبني لنا لينين اليمني اشتراكية في الجنوب حجر خلال سني حكم تجربته فيها على ثرواتنا. وابقاها تقريباً كما تركتها بريطانيا.وكان لابد خلال كل بضع سنوات من جولة صراع باسم الحفاظ على تلك التجربة التي كان يتبغي أن تطبق فكرة الرجل المحنط في الكرملين القائلة:(بإمكان الشعوب المتخلفة أن تبني الاشتراكية دون المرور بالرأسمالية.وانما خلال مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية.)

 

وانتظرنا في الجنوب ان يبني لنا سالم ربيع ورفيقه فتاح الاشتراكية حيث الوفرة والرخاء ،وكان إذا غادر البلاد آحد ابنائها بحثا عن حياة أفضل راحوا بنادونه بأن يعود الى حياة الفقر ليبني الاشتراكية ! وكان ذلك قمة العبط ،فالمهاجرون مصدر من مصادر دخل العملات الصعبة للبلد.

 

سيقول قائل أنك نسيت ايجابيات تلك التجربة كالتعليم المجاني والتطبيب المجاني ،واقول له وهل كان التعليم قبل تلك التجربة المزيفة بمقابل مادي ؟الم يتعلم اصحاب تلك المصيبة في مدارس حكومية كان توفر للطالب الدفاتر والاقلام والكتب  وكان التعليم في احسن خالاته،وعجزت تحربة الرفاق عن توفيرها؟

المثير للريبة أنهم زعموا انهم يساريون تقدميون  ،ولم يهدا لهم بال حتى حرموا بلادنا من امكانية اللحاق بجيرانه العرب الذين نعموا بثرواتهم ،حتى البوم اما نحن فقد كان ينبغي أن ندخرها لعفاش وال الاحمر والعليمي ولم يكن لديهم اية تحفظات من أن يسلموا البلاد لعبدالله بن حسين الاحمر.بعد أن يخوضوا في صراعات على السلطة استدرجوا فيها شعب الجنوب باسم الحفاظ على نهج الثورة ،فحولوه إلى مناطق وقبائل متعادية وصفتها اجهزة اعلام المستعمرين البريطانيين بأنها قبائل ماركسية ،وبريطانبا الخبيثة هي  من اوعزت لصنائعها بالسبر ببلدنا في الطريق الذي كانت تحرك دماه بالريموت عن بعد ،قتثير صراعات بينها لتقتتل ويقتتل معها شعبنا ،ويتشرد من يتشرد ولم يبق إلا واحد ،سلم بلدنا على طبق من ذهب بتعليمات منها ربما ،لكي نقول سلام الله على بريطانيا.وفعلا قلناها ونقولها.

 

سالم فرتوت