لا لتكميم أفواه الشرفاء

2025-07-15 09:48

 

هل أصبح مصير من يواجه الفساد بكلمته وموقفه هو الاستدعاء القسري؟

في وطنٍ حلمنا أن يُبنى على أسس العدالة والنزاهة لا يجوز أن تُكمَّم فيه أفواه الشرفاء أو يُلاحق فيه أصحاب الضمائر الحية. فحين تُحوَّل المواجهة الصادقة للفساد إلى تهمة وتُقابَل الكلمة الحرة بالقمع، فذلك دليلٌ على اختلال المعايير وانحراف الدولة عن جوهرها الأخلاقي.

 

هناك أقلامٌ لا تنكسر وأصواتٌ لا تصمت ومواقفُ تبقى ثابتة رغم كل الظروف لأنها تنحاز للناس وتقف معهم.

وكان (أحمد فرج أبو خليفة) أحد هذه الأصوات التي لم تتراجع ولم تساوم بل بقي دومًا في صف الوطن، وفي خندق القضايا العادلة.

 

أن يُستدعى رجلٌ نذر قلمه للدفاع عن المظلومين ووقف بجانب الناس في زمن الشدة فذلك لا يُعد مساءلة بل علامة على غياب الإنصاف وعلى أن الصوت الشريف بات مرفوضًا في حين يسرح الفاسدين و الناهبون بلا مساءلة أو حساب.

 

من الظلم أن يُلاحق النزيه وتُغلق ملفات الفساد وكأن العدالة لا تطبق إلا على من تجرّأ على قول الحقيقة. أما أولئك الذين سرقوا ونهبوا وتسببوا في أوجاع الناس، فلا يقترب منهم أحد.

ما هكذا تُدار الأوطان ولا هكذا يُصنع العدل.

 

الرجل الذي نتحدث عنه ليس مجرد اسمٍ عابرٍ في سجلّ النضال أو في قائمة النشطاء، بل هو(( أحمد فرج أبو خليفة)) رمزُ الثبات والنزاهة. رجلٌ لم يبع قلمه ولم يبدّل موقفه ظلّ صادقًا في كلمته شجاعًا في رأيه لا يسكت عن الظلم ولا يساير الباطل.

 

لم يكن تابعًا لأحد ولم يسعَ لمنصب أو مجدٍ شخصي بل كان صوته نابعًا من ضميرٍ حي وقلمه في خدمة الناس. قاوم الظلم بالحرف وواجه الفساد بالكلمة وظل وفيًّا لمبادئه حتى اللحظة.

 

سنواتٍ ظلّ شوكةً في خاصرة الفساد، لا يسكت ولا يُجامل.

واليوم يُستهدف فقط لأنه كتب فقط لأنه قال "لا" للباطل ورفض أن يكون شاهد زور

 

سيرته ناصعة ومكانته محفوظة في قلوب الناس. وإن كان هذا هو جزاء الشرفاء، فالمشكلة ليست في الاستدعاء بل في زمنٍ بات فيه الفاسد فوق القانون والشريف متهمًا.

 

ختامًا:

أقولها بكل وضوح :

حاكموا الفاسدين لا الكتّاب.

 

لاحقوا من سرقوا الوطن لا من دافعوا عنه بالكلمة.

 

ارفعوا أيديكم عن الشرفاء فما تبقّى لهذا الوطن إلا أصواتهم النقية.

 

كفى تكميمًا... كفى إسكاتًا... كفى ظلمًا لأصحاب المواقف الصادقة.

2025/7/14