لم يكن أحد يتصور أن ينزل سعر الصرف بهذه السرعة وهذه السهولة !! وأن والتجار تستيقظ ضمائرهم وينزلون اسعار سلعهم تضحية من أجل المواطن الغلبان .. ما عهدناها منهم حتى زكاة أموالهم ما اخرجوها وإن أخرجوا جزء منها يعطوه من لا يستحق .. هكذا عرفناهم وهكذا هم، متعارفين احنا وهم من زمااااان كلما لاح لهم المواطن طعنوه .
المهم أن نزول الصرف طعم بلعناه، والحكومة والتحالف والتجار متفقين على كل التفاصيل ، كانوا يتوقعون ثورة الجياع ويخشونها أشد خشية ! وعندما بدأت شرارتها من المكلا سارعوا إلى تخفيض ''تاريخي'' وغير منطقي لسعر الريال !!! هكذا بدون مقدمات ولا إصلاحات ولا إيرادات وردت للبنك ولا شيء .
يعني خديعة بلا وديعة !! وكأنها من قصص الف ليلة وليلة و(شبيك لبيك خادمك بين يديك) .
الآن .. الآن بدأت المضاربة بسعر الصرف وتحرك الهوامير وكل دكان صرافة له سعر مختلف عن الآخر .. لاحظ النشرات التي تظهر في مواقع التواصل .. البنك حدد سقف السعر 535/550 مقابل السعودي ، اليوم بعض دكاكين الصرافة حتى التي تسمى بنوك تصرف ب 400 وأخرى 450 وثالثة 435 !!! وغدا سيكون 300 أو أقل؟؟ المهم أن المواطن عشاء الهوامير.
- حقيقة نزول اسعار المواد الغذائية:
المواد الغذائية لم تنزل أسعارها لأن التجار يحسبوها بالريال السعودي إن طلعت أو نزلت بل أن هذا النزول 'الطعم' رفع السعر .. ( مثال : السلعة التي كنا نشتريها ب 100 سعودي أصبح سعرها مع هذا النزول 130) .. التجار لم ينزلوا اسعار البضاعة إنما رفعوها عبر المضاربة بالريال وجندوا لهم كم واحد من المفسبكين يسوقون لهم دعاية أما مجانية أو بمقابل .
- كيف تتعزز العملة بدون إصلاح اقتصادي؟:
ماحصل إختراق اقتصادي لا يمكن حدوثه إلا في اليمن ! ولا تستطيع أي دولة في العالم تعزيز عملتها الا بجملة من الإصلاحات طويلة الأمد ،وشد البطون والتقشف حتى تتعزز العملة .. أما في هذه البلاد لا يحتاج الأمر إلا جلسة سرية بين (الضيف الكبير) والحكومة والتحالف والتجار الكبار وإعلان رفع سعر الريال بسرعة الصاروخ !! " وكأنها شلته الرياح في الهواء ".
- طعم وبلعناه ! أعتقد سيعود للارتفاع عندما تنتهي انتفاضة المكلا:
البعض يقول إن لاعلاقة بين ما حصل في المكلا ونزول الصرف لكنهم لا يستدلون بأي دليل واقعي فقط تطبيل لفلان وعلان في غير محله .
- الخلاصة:
- الشعب بات يعرف أن هرولة الريال ليست حقيقية وأن ورائها سياسة تجويع قادمة وممنهجة.
- وأن ارتفاع سعر الريال ليس حقيقي وانما لامتصاص غضب الشارع .
- وأن لا أمل في إصلاح حال البلد في ظل الوضع القائم .
- لابد من إعادة النظر في العلاقة مع التحالف بعيدا عن نظرية تابع ومتبوع.
- منع فساد الحكومة وإغلاق السفارات والبعثات في الخارج التي ليس لها لزوم .
- اجبار قطعان الشرعية في الخارج على العودة إلى البلاد ومن يرفض يفصل من وظيفته.
- إلزام كافة الوزارات والدوائر بالتوريد إلى البنك المركزي عدن.
- إغلاق جميع دكاكين الصرافة ومنع تداول العملة إلا عبر البنك.
خلاصة الخلاصة أن الطعم بلعناه وفرحنا بنزول الصرف لكن التجار زادوا سعر السلع الأساسية حوالي 25% كذلك اسعار المحروقات زادت بنسبة 45% والخضار والفواكه 50% ومن يريد يتأكد يحسب نسبة الأسعار التي يبيعون بها إلى سعر الصرف 400 مقابل السعودي وتظهر له النسبة المؤية.
--/ إحنا سرحنا في طلابة واحدة // وتبارك الرحمن واوينا ثلاث/-- .