*- شبوة برس – عبدالله بن هرهرة
نحو فخ جديد للجنوب؟
ترتيبات مشبوهة برعاية دولية في عمّان تشير المعطيات المتسارعة إلى أن هناك صيغة جديدة يجري التحضير لها في العاصمة الأردنية عمّان عبر مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، وبالتنسيق مع أطراف أوروبية ودول التحالف نفسها، قد تكون أشبه بـ"فخ سياسي" جديد للجنوب، بعد أن تم إسقاط المجلس الانتقالي في فخ الشراكة الحالية من خلال مشاورات الرياض السابقة.
سياق الفخ الجديد:
بعد فشل فترة الرئيس عبدربه منصور هادي، جاءت فكرة تشكيل المجلس الرئاسي كأداة لتقاسم النفوذ المؤقت، وليس كحل حقيقي للأزمة. الأطراف الإقليمية والدولية باتت تدرك أن الشرعية اليمنية لا تملك أي قيمة حقيقية إلا بوجودها في الجغرافيا الجنوبية وعدن مقابل صنعاء التي يسيطر عليها الحوثي.
ومع تقدم المشروع الحوثي واستمراره بدعم إيراني، تبدو الشرعية الحالية في طريقها إلى إعادة الهيكلة أو التفكيك. ما الذي يُطبخ الآن؟
يجري الحديث في الكواليس عن تقليص عدد أعضاء المجلس الرئاسي أو الحكومة كخطوة أولى في خطة أوسع.
لا يستبعد طرح صيغة جديدة تدمج الانتقالي ضمن مشروع "دولة يمنية" بصيغة فدرالية شكلية أو "سلطة تنفيذية جديدة".احتمال أن يُستخدم الجنوب كـ"مقابل تفاوضي" مع الحوثي، بحيث يتم تجميد أي مطالب استقلالية مقابل وعود وهمية بحكم ذاتي جزئي أو مشاركة شكلية في القرار.
خطورة المرحلة القادمة:
على المجلس الانتقالي الجنوبي أن يتجنب تكرار نفس الأخطاء التفاوضية التي ارتُكبت في مشاورات الرياض، خاصة ما يتعلق بتفريطه بأوراق القوة مقابل وعود مؤقتة.
الجنوب يملك اليوم أوراقًا ضغط حقيقية: السيطرة على الأرض، الإرادة الشعبية، والمطالب الإقليمية بحل مستدام.
ماذا على الانتقالي فعله؟
1. التوجه نحو خيار الإدارة الذاتية أو الحكم الذاتي الواقعي:ليس من باب التصعيد فقط، بل كخطة استراتيجية لإدارة المحافظات الجنوبية اقتصاديًا وإداريًا. يمكن طرح صيغة "حكومة جنوبية" تدير الشأن الداخلي الجنوبي، مقابل "حكومة شمالية" تدير الصراع مع الحوثي.
2. مراجعة داخلية وهيكلة حقيقية للانتقالي:
الهيكلة الأخيرة كانت أقرب إلى "تدوير وظائف" وليست إصلاحًا جذريًا.لا يمكن بناء حكم ذاتي أو حكومة جنوبية بكادر غير مؤهل سياسيًا أو إداريًا.
3. استقطاب العقول الناضجة: لا بد من دمج أكاديميين، خبراء إدارة أزمات، اقتصاديين، وخبراء تخطيط استراتيجي ضمن مؤسسات الانتقالي.
تشكيل مركز تفكير استراتيجي جنوبي لرصد الفخاخ المحتملة، وبلورة رؤى واقعية.
*- خلاصة:
المرحلة القادمة أخطر من سابقاتها. هناك ترتيبات "ناعمة" يتم العمل عليها لتفكيك ما تبقى من مكاسب جنوبية، وتحويل الانتقالي إلى شريك صوري في مشروع سياسي لا يخدم إلا بقاء الوضع الراهن. المطلوب هو: الاستعداد للفخ الجديد من الآن
بناء أوراق ضغط واقعية
تحصين البيت الجنوبي من الداخل
عبدالله بن هرهره