المعاهد الدينية بين الفوائد والمخاطر

2025-09-04 22:26

 

لا شك في أن مجتمعنا يحتاج لتربية شبابه تربية دينية صحيحة تغرس في عقولهم وضمائرهم القيم والأخلاق والسلوكيات التي تضمن الحفاظ على هويتنا الإسلامية وعلى صلاح المجتمع وشبابه، وتحصينه من الانحرافات والمافسد التي أصبحت تنتشر عبر الفضاء المفتوح، لكن لابد أن يكون ذلك من خلال مدارس ومعاهد دينية معتدلة وتخضع لرقابة الدولة. 

المعاهد الدينية ذات الاتجاهات الفكرية المتشددة والمنغلقة على ذاتها مخاطرها على المجتمعات أكثر من فوائدها. الخطر لا يكمن في التعليم الديني بحد ذاته بل في طبيعة المنهج المنغلق الذي يشحن عقول الطلاب بالغلو والتعصب.

ومن أبرز مخاطر المعاهد الدينية المتشددة:

- إنها تكرس ثقافة الكراهية والعداء في عقول الشباب تجاه من لا ينتمي للجماعة وحتى تجاه من يختلف معه داخل الجماعة نفسها.

- تغذي الانقسام الديني وتفتت المجتمع إلى فرق وطوائف متنافرة، وتوفر بيئة خصبة لنشر التطرف.

- تركز تلك المعاهد على علوم محددة وعلى كتب مشايخ محددين مما يجعل طلابها غير قادرين على الإندماج في المجتمع وعلى المشاركة في سوق العمل، في وقت يسود فيه العالم التعليم الحديث والذكاء الاصطناعي.

- تقيد التفكير النقدي والمبدع عند الشباب، وتحول التدين إلى ايديولوجيا صدامية حتى داخل المذهب ذاته. 

 

الحل:

- إصلاح المناهج الدراسية في التعليم العام بما يعزز القيم والهوية الدينية لكل الطلاب، وبما ينشر الوسطية والاعتدال.

- إشراف مؤسسات الدولة على المعاهد الدينية ودمج التعليم الديني فيها بالعلوم الحديثة. ( لا توجد في كل البلدان الناجحة والمستقرة أي معاهد او مدارس خارج عن سيطرت مؤسسات الدولة).

- إلزام الدولة لكل المعاهد والمدارس وحتى المساجد بنشر خطاب ديني معتدل يعزز التسامح والتعايش الاجتماعي والوحدة الوطنية.

 

وبخلاف ذلك فلن تعرف البلاد الاستقرار والتعايش، وستظل في صراع وتنافر مستمر، ومن حرب بحرب إذا ظلت كل جماعة دينية أو حزبية او سياسية تغذي التعصب والفرقة داخل المجتمع، وتنصب المتارس والحواجز بينها وبين من لا ينتمي لفكرها ولقناعاتها.