ورقة الشارع هي ما أعني بها الالتحام بشعب الجنوب في كل محافظاته، بإيجاد تنمية حقيقية خدمية: كهرباء، مياه، مصفاة، انتظام رواتب موظفي شعب الجنوب... ثم – والأهم – إيقاف الرواتب بالعملة الصعبة.
ومن ثم، كل الأزمات الأخرى سنجد لها حلاً تلقائياً.. لأن إضعاف الشعب والانعزال عنه وتدهور معيشته، يُفكك التماسك المجتمعي الجنوبي، ويُعقد إمكانية تحقيق كل الفرص. والعكس صحيح.
لاحظوا كيف أن أزمات الخدمات وغياب الراتب وقضايا أخرى عالقة، دفعَتْ بتأسيس قوى سياسية وعسكرية في محافظات مهمة استراتيجياً مثل حضرموت وشبوة، وربما المهرة.. ومن يدري ماذا تُحضِر أبين لمعالجة مشاكلها الداخلية..! وماذا عن وضع سقطرى..؟!
يجب أن تعي أي قيادة جنوبية – انتقالية أو خارج الانتقالي – أنها لا تقود نفسها ولا محافظاتها ولا مديرياتها ولا مناطقها ولا فئة من سكانها فقط؛ هي مسؤولة عن بلد.. دولة.. وشعب.. وموارد.. ونظام وقانون.... فإذا تهربت القيادة من مسؤوليتها تجاه تنظيم هذه القضايا الاستراتيجية في عرف الدولة أو حتى السلطة، فماذا تنتظر؟ هل تنتظر أن تمطر لها السماء حلولاً مجاناً دون بذل جهود عملية مضاعفة؟!
فالله سبحانه وتعالى قد وضع في محكم كتابه آية فيها عبرة وحكمة، ونظام عمل:
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
فالتغيير الذي ننشده هنا أن تهُمَّ وتَهْتَمَّ القيادة بإصلاح حال البلاد والعباد.. هناك قضايا في متناولها أن تعالجها وتحلها بقرار، إذا امتلكت إرادته..!!
نسأل الله الفرج والهداية والاهتداء إلى سواء السبيل.