خطيب سلفي مصري يصف احتفال المولد النبوي بيوم "مُنيّل بِسِتِّينْ نيلة"

2025-09-06 21:37
خطيب سلفي مصري يصف احتفال المولد النبوي بيوم "مُنيّل بِسِتِّينْ نيلة"
شبوه برس - خـاص - القاهرة

 

*- شبوة برس – السفير سامح عسكر

هذا ما حدث في مصر نتيجة الغزو المذهبي والضخ الإعلامي السلفي التكفيري، الذي تعاني منه مصر وعدد من البلدان العربية والإسلامية بسبب التأثير الوهابي المتشدد. حيث وصف خطيب الجمعة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم بعبارة مهينة ("يوم مُتْبِلْ بِسِتِّينْ نيلة").

 

وقد فتحت وزار الأوقاف المصرية تحقيقاً في الواقعة، وتبين أن الخطيب طالب في المرحلة الثانوية الأزهرية، ولم يحصل على تصريح للخطابة على المنابر. كما كشفت التحقيقات عن تبنيّه لأفكار الجماعات السلفية التكفيرية.

 

المشكلة تكمن في أن هذه الواقعة تؤكد أن بعض شباب الأزهر متأثرون بالفكر السلفي المتشدد، مما دفعهم إلى الإساءة لهذا اليوم المقدس لدى عموم المسلمين.

 

إن مولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس مجرد حدث عادي، بل هو من أجمل الأيام على الأرض. والاحتفال به يُعَدّ تعبيراً عن الحب والارتباط برسول الله دون حاجة إلى وساطة سياسية أو فئوية.

 

تحوّل هذا الحدث إلى قضية رأي عام في مصر، وهي إشارة إيجابية إلى أن المصريين لن يتسامحوا مرة أخرى مع خطاب التطرف والتكفير. الإساءة لهذا اليوم أحدثت صدمة لدى المسلمين في مصر، الذين يعيشون فيه وسعادة.

 

وما لفت انتباهي هو حجة هذا الشاب بعدم الاحتفال بأن النبي والصحابة لم يحتفلوا به. والسؤال هنا: هل كان النبي والصحابة يحلقون لحاهم؟ هل كانوا يخطبون على منبر خشبي؟ هل كانوا يستخدمون الميكروفونات؟ هل كانوا يستخدمون الهاتف النقال ويركبون الطائرات والسيارات وأجهزة التكييف؟؟

 

إنها من أضعف الحجج السلفية عندما يُحرّمون أمراً بحجة أن النبي لم يفعله. هذه الحجة ناتجة عن فكر متطرف لم يعتد استخدام المنطق أو الأدلة العقلية، بل يعتمد فقط على أقوال السلف دون تمحيص، وكأنهم يعيشون في عزلة فكرية تشبه عزلة بدو الصحراء قديماً، حيث كان الاعتماد على الرواية الشفهية دون تحقق.