هل يُخرج عيدروس الجنوب من عنق الزجاجة؟

2025-09-14 19:29

 

القرارات التي اتخذها رئيس المجلس الانتقالي، نائب رئيس المجلس الرئاسي اللواء عيدروس الزبيدي أثارت جدلًا واسعًا في الجنوب وحظيت بدعم شعبي وترقب يكاد يصل لمرتبة التحفظ لدى بعض النخب والشخصيات السياسية الجنوبية التي تواصلت معها يوم أمس.

 

سعادة اللواء عيدروس الزبيدي وفق ما أشاهده من خلال متابعاتي لهذا الملف لم يعد لديه خيار غير أن يتخذ ذلك القرار لحسم الموقف بعد مماطلات سنوات طويلة والذي يُفترض أن تلحقه قرارات أخرى تجسد حقيقة انتزاع الحق الجنوبي من براثن ما تسمى بالشرعية تمهيدا لعودة دولة الجنوب كأمر واقع، لقد علق الرجل في عنق الزجاجة لمدة عشر سنوات لعلها تكون كافية ليقتنع البعض بأن المراهنة على الشرعية أو دول الإقليم أو المجتمع الدولي لاتحقق لهم عودة دولة الجنوب ولا يهمهم أساسًا ما يحدث للشعب الجنوبي بقدر ما يهمهم أن تنهب ثرواته، وتكبت رغباته، وتصادر حرياته، صبر الرجل عليها عشر سنوات وهي مدة كافية وأكثر من كافية لتتحقق به قناعة بأن لاحل لأزمة الشعب الجنوبي إلا بحسم قرار عودة دولته- بالچاوية أو الاوية- أو آخر العلاج هو الكي الذي لابد منه.

 

الأمور تزداد سوءًا يوما بعد يوم، ناهيكم عن أن الزبيدي أصبح في موقف لا يحسد عليه شعبيًّا لأنه لم يحقق ما وعد به وعد الرجال للرجال؛ مما أدَّى لأن تتآكل شعبية بشكل حاد وهذا بطبيعة الحال ينتزع عنه القوة التي يستند عليها ولا تعود تلك القوة إلا بتحقيق ما يطالب به الشعب الجنوبي.

 

إن القرارات الأخيرة التي اتخذها الزبيدي جعلت البعض يترقب المشهد بتحفظ باعتباره خطوة للمجهول، والبعض رأها خطوة غير محسوبة العواقب، وقد تكون وجهات نظر صحية، ولكن ما الحل؟!!! الرجل قدم خياره تحت ضغوطات شعبية هائلة تطالبه بحسم الأمر وأمام فساد شرعية واضح بأنها لا تريد حل أزمات الشعب الجنوبي ناهيكم عن اضطراب الوضع الاقليمي الذي يمر بمرحلة تغيرات جيوسياسية تاريخية، وهناك من يتحدث عن شرق أوسط جديد تتغير به معادلته المستقرة منذ عقود والجنوب ليس ببعيد عن تلك التغيرات إن لم يكن بقلبها وهو بحاجة ماسة لمن يمسك قراره ويدير مشهده ليحقق مطالب شعبه.

 

المرحلة بحاجة لتبادل الرؤى والأفكار وأرجو وأتمنى من الرئيس عيدروس أن يتسع صدره قليلا لسماع آراء الآخرين؛ لما في ذلك من دعم قوي لقراراته بدلا من اتهامه بالانفراد بالقرارات في طور إعادة دولة الجنوب المختطفة من ما تسمى بالشرعية لشعبها، وأدعو بأن يتم تشكيل مجلس استشاري مصغر من شخصيات إكاديمية مستقلة من مختلف محافظات الجنوب لتقديم النصح والمشورة -وما خاب من استشار سعادة اللواء، وأجزم بأن المرحلة تحتاج ذلك وبقوة.

 

فهل تفعلها سعادة اللواء عيدروس؟

 

هذا ما آمله…