كانت حوطة عتق مطلع ستينيات القرن الماضي قرية وادعة سكانها لا يتجاوزون الألف نسمة وكان موقعها الاستراتيجي على مفترق طرق متوسط ووسيطا تجاريا بين مناطق عديدة أعطاها أهمية لتصريف البضائع والتجارة بها ما بين ميناء عدن الدولي الحر ومناطق وادي حضرموت وسلطنات وامارات ما تعرف اليوم بشبوة وشرق اليمن والمملكة العربية السعودية يقدمها مفصلة محرر "شبوة برس" على النحو التالي:
بعد الانقلاب العسكري في صنعاء وقيام حرب أهلية وسوء العلاقات الانقلابيين في صنعاء مع السعودية أضطر المهاجرون اليمنيين إلى السعودية إلى السفر إلى عدن لأخذ تصاريح سفر ومنها إلى عتق والى السعودية عبر سيارات وشاحنات يمتلكها أبناء قبيلة الدواسر السعوديين وكانت أعدادهم بالمئات وكان وكيلهم في عتق الشيخ "محمد بن خميس بن فرج بن عيدان" رحمه الله تعالى وكانت هذه الشاحنات أيضا تنقل يوميا أطنان من الأقمشة الفاخرة والصوف الأنجليزي والعطور الفرنسية والساعات والراديوهات والمسجلات وعود البخور الهندي إلى السعودية التي تفتقر لها وهذا أوجد حركة تجارية كبيرة ومردود مالي عظيم لسكان عتق والقرى المحيطة بها وشهدت عتق توسعا عمرانيا وأسواق تجارية جديدة تنقصها خدمة الكهرباء,, مع العلم أن حركة الطيران رحلة يومية إلى عتق عبر خطوط عدن الجوية البريطانية ثم أضيفت رحلة ثانية عند قيام السادة آل باهارون بانشاء شركة الاخوان للخدمات الجوية عرفت باسم باسكو".
وعن بداية خدمة الكهرباء في عتق يذّكر محرر "شبوة برس" بقيام "الشيخ بن فرج بن عيدان" بجلب مولد كهرباء لإنارة بيوت آل عيدان ومسجد عبدالكبير كذلك قام الشيخ عبدالله بن محمد ذيبان وأخوانه ( آل محمد بن سالم ذيبان ملاك البيت الكبير في عتق" بجلب مولد لإنارة بيوت آل ذيبان ومسجد الشيخ أبوبكر بن سالم في عتق.. كذلك قام المشائخ آل باجمال آل "عبدالرحمن بن عبدالله" وآل "سالم بن علي الدحيمي" بإحضار مولدات لخدمة منازلهم وأخوانهم آل باجمال وأستمر هذا الحال كخدمة مجانية حتى العام 1968 حينها أجمع سكان عتق بقيادة تجارهم الأفاضل على ضرورة إنشاء شركة كهرباء عتق العمومية المساهمة وكانت أكبر مساهمة للتجار الأفاضل وكانت الخدمة من غروب الشمس إلى العاشرة ليلا وذلك بعد قيام الشركة وقبلها أيام المواطير الخاصة ثم تلا ذلك توسع كبير باشراف حكومي بعد تأميم الشركة مثل كل المنشئات الاقتصادية التي صودرت تحت مسمى التأميم ووصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من توسع بعد أن أستخدمها عفاش ومؤتمر العام لرشوة سكان مديريات شبوة مقابل التصويت لصاحة في الانتخابات"
ودور أبناء عتق في تأسيس هذا المشروع يعطيهم الحق في الحصول باستمرار الخدمة المدفوعة الثمن".
كانت الحياة بسيطة لا تلفزيونات تشغل الناس ليلا حيث اعتاد الناس على تناول وجبة طعام العشاء بعد صلاة المغرب مباشرة والنوم في أقصى وقت عند التاسعة ليلا وهذا جانب صحي مهم يغفل عنه الناس في يومنا هذا".
اليوم ومع توسع خدمة كهرباء عتق إلى أكثر مناطق شبوة باستثناء بيحان ومع دخول أكبر محطة للطاقة الشمسية خارج عاصمة الجنوب عدن بطاقة توليد تبلغ 53 ميجا نهارا و15 ميجا ليلا إضافة إلى مولدات الكهرباء البالغ طاقتها 35 ميجا إلا أن فشل إدارة مشروع الكهرباء تحت مسئولية المحافظ بن الوزير ظاهرة للعيان وملموسة.. فقبل تشغيل الطاقة الشمسية كانت خدمة الكهرباء في عتق العاصمة من الرابعة عصرا إلى الحادية عشرة ليلا مع بعض الانقطاعات ..
أما اليوم نخجل أن نتحدث عن الخزي والفشل فقد أرجعنا بن الوزير ومسئولي كهرباء شبوة إلى زمن الاستعمار البريطاني الجميل حيث يتم قطع كهرباء بن الوزير عن بيوت مواطني عتق عند التاسعة ليلا وأحيانا تضاف نصف ساعة كرما سلطانيا لتصل الخدمة إلى التاسعة والنصف ونادرا إلى العاشرة ليلا ليذكرنا عظمة السلطان بالزمن الجميل أيام الاستعمار البريطاني البغيض".
*- ملاحظة خدمة الكهرباء صباحا خمس دقائق كهرباء وخمس أخرى راحة واستراحة بدون لعشرات المرات".