*- شبوة برس - صالح شائف
بينما الأوضاع ذاهبة نحو الانهيار الكامل وبسرعة دراماتيكية؛ تبقى الحلول والمعالجات معلقة على ذمة أصحاب القرار الفعلي بالشأن اليمني - إقليميًّا ودوليًّا - والذين لا زالوا يتمسكون ببقاء مجلس القيادة الرئاسي دون تغيير أو تعديل؛ بما في ذلك البحث جديًّا عن صيغة قيادية بديلة تتناسب والظروف الراهنة والخروج منها بأقل الخسائر.
بعد أن أثبت (مجلس الثمانية) فشله بل وأصبح عاجزًا حتى عن قيادة نفسه؛ فالقيادة التي لا تستطيع قيادة نفسها ليس بمقدورها أن تقود غيرها بكل تأكيد.
بل لقد أكتفى المعنيون بالتوافق على رئيس وزراء جديد للحكومة دون تغيير أو تعديل في قوامها؛ وهي حالة تعكس عدم الجدية في الإصلاح أو التغيير.
فما الذي ينتظره التحالف والرباعية ورعاة عملية السلام أكثر من ذلك؛ حتى يكونوا على قناعة بأن (الشرعية) قد سقطت عنها صفتها عمليًّا.
وبأن الناس ينظرون لها كخصم أول وسبب رئيسي لمأساتهم؛ وأن من يحافظ عليها أو يقف معها - وبغض النظر عن الدوافع والأسباب والمبررات - ويدعمها إنما هو في نظرهم العدو الأكبر لآمالهم وطموحاتهم ومستقبلهم.
أو ربما أن في أجندتهم المجدولة - زمنا وأهدافا ومسارات - ما زال هناك الكثير الذي يجعلهم متمسكون ببقاء هذه (الشرعية)؛ وبما هي عليه من فساد وعجز حتى تكمل ما رسم لها؛ أو ما زال مطلوبا منها القيام به؛ لتكتمل بذلك دائرة الجحيم المضروبة حول الناس وتقذف بهم في النهاية إلى المجهول.
ومثل هذا الأمر (الغامض) والأفق المفتوح أو المرحل للحل بالنسبة للشعب في الجنوب ولقضيته الوطنية لأمر مرفوض؛ مع علم بعض الأطراف - إن لم تكن جميعها - بأن قضية الجنوب عصية على الشطب؛ أو أن القفز عليها ممكنا كما قد يتصور البعض.
وهذا ما يمثل مصدرا لتساؤلات الجنوبيين المشروعة والمتعلقة بطبيعة الموقف الحقيقي عند كل الأطراف من قضيتهم؛ وإن كان ذلك مفهوما لهم بطبيعة الحال.
فأفيدوا الناس أيها الأشقاء والأصدقاء؛ فمن مصلحة الشعب معرفة ذلك إن كان هناك مصلحة أصلا في بقاء هكذا ظروف كارثية؛ قبل أن تنفجر الأوضاع في وجه الكل ويخسر الجميع.
ومن ناحية أخرى هل ما زالت ( الشرعية ) تعتقد بأن مصيرها ما زال بيد التحالف والرباعية وبأنهم وحدهم من يستطيع حمايتها ؟ أم أن الشعب الذي تعتقد واهمة بأنها تحكمه وتمثله؛ هو وحده من بيده قرار إزاحتها من المشهد الديكوري الذي تمارسه وبمذلة لا سابق لها في التاريخ.
وعليها وعلى داعميها وبأي شكل كان ذلك الدعم؛ ألا ينخدعوا باستكانة الشعب المؤقتة وطول صبره الذي قد بلغ أقصى مدى؛ وتجارب الشعوب القريبة منها والبعيدة ما زالت حية وماثلة أمام الجميع.
فالمارد الجنوبي حين ينهض للتخلص من أوجاعه وأوضاعه البائسة؛ ومنطلقا نحو أهدافه النبيلة لا يحدد موعدا لذلك ولا يستأذن أحدًا.