منذ أكثر من ثلاثة عقود والاحتلال اليمني الذي سيطر على الجنوب بالحديد والنار قام بتدمير كل مقومات الدولة الجنوبية، ولم يبق شيء جميل ومازال يعبث إلى اليوم بمخالبه القذرة المتبقية في جسد مايسمى بالشرعية اليمنية المتآكلة تلعب لعبتها الخبيثة ،وان من تحت الطاولة حتى لا يتمكن شعب الجنوب من طي صفحاتهم القاتمة السواد والنهوض تنموياً واقتصادياً وسياسياً على طريق أستعادة دولته المستقلة التي سلبت في غفلة من الزمن ،وكلما تجاوزنا عقبة كأداء وضعوا أمامنا عقبات أخرى ،وتركوا صنعاء في حالها وكأنهم يقولون للتحالف العربي والرباعية نحن لا نريد تحرير صنعاء بل تريد العودة إلى الجنوب مرة أخرى لإحتلاله وسلب ما تبقى من ثرواته لأننا نحن الأصل وهم الفرع ،هكذا يفكر الإحتلال اليمني وينظر للجنوب من هذه الزاوية ،ولهذا هم متشبثين به ولا يريدوا لشعب الجنوب أن يستعيد دولته شوفوا حقدهم وصل بهم إلى أين ؟
علاقة الجنوب بدولة الإمارات الشقيقة لم تكن وليدة اليوم بل جذورها ضاربة في أعماق التاريخ ،وعندما بدأ الغزو الحوثيعفاشي للجنوب في العام ٢٠١٥م حضرت الإمارات مع شقيقاتها في التحالف العربي وقاتلت مع القوات الجنوبية وأختلطت دماء شهداءها بشهداء الجنوب وقدمت الدعم العسكري المنقطع النظير وساهمت في بناء وتدريب وتأهيل وتسليح القوات المسلحة الجنوبية ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو عميل للقوى اليمنية مسوي على عينيه نظارة سوداء وحتى أعداء الجنوب منزعجين كثير مما تقدمه دولة الإمارات من دعم للجنوبيين وعاملين ضحة إعلامية ضخمة ضد قيادتها وشعبها وعلى أيش كل هذا الضجيج والعويل والصراخ هو لسبب واحد أن الإمارات داعم رئيس المجلس الانتقالي وهذا ما لا تريده قوى حرب صيف ٩٤م .
فإذا تحدثنا عن ما قدمته دولة الإمارات للجنوب كثيراً جداً في مختلف المجلات ،ولن يتسع المجال لذكرها في هذا المقال المقال المتواضع فقد قامت بإنشاء كهرباء بالطاقة الشمسية للعاصمة عدن ومحافظة شبوة وفي مجال الصحة عملت على توفير الأجهزة وتأهيل كثير من المستشفيات والمراكز الصحية ناهيك عن العمل الذي لا يزال جاري في إنشاء مدينة طبية متكاملة في عاصمة الجنوب الأبدية عدن وقريباً سيتم تدشين العمل في إنشاء محطتين للطاقة الشمسية في محافظتي لحج وأبين أما في مجال التعليم فقيد شديت مدارس التعليم الأساسي والثانوي في بعض المحافظات الجنوبية فضلاً عن حفر آبار ارتوازيع لبعض مشاريع المياة في كل من أبين وحضرموت وسقطرى وشبوة ،وخلال اليومين الماضيين قام سيادة الرئيس عيدروس الزبيدي بإفتتاح ثلاثة مجمعات تعليمية في محافظة الضالع الأبية في مديريات الأزارف وجحاف والشعيب من أفضل المجمعات التعليمية على مستوى الجنوب.
والله العظيم أنا اندهشت عندما شاهدت ابا القاسم وهو يدشن افتتاح هذه الصروح العلمية المكونة من أربعة وعشرون صفاً مع ملحقاتها مكاتب ومختبرات وقاعات حاسوب مجهزة بأفضل الأجهزة ومطابخ خاصة لتقديم الغذاء للطلاب في السكن الداخلي تخيلوا على مدى ثلاثون عاماً من الإحتلال لم يعمل من كان ومازال يتغتنى بالوحدة المقبورة مدرسة واحدة ولو حتى من أربعة فصول دراسية في ضالع الصمود جراء الحقد الدفين الذي يملأ قلوبهم على الضالع بشكل خاص والجنوب عامة ليس هذا فحسب مازالوا يقفون حجرة عثرة أمام أي إصلاحات اقتصادية وخدماتية يقوم بها المجلس الإنتقالي رغم أنه شريك معهم في ما يسمى الشرعية فهولاء اترك لهم المجال على مايردوا أو سيحاربوك في كل شيء وهذه سياستهم الحمقاء التي يسيرون عليها ولن نتخلص منهم الا ببسط النفوذ على أرضنا سلماً أو حرباً .
فالإمارات الحليف الصادق معنا ولا يمكن أن نفرط فيها مهما كانت الظروف لأنهم صدقوا معنا وقدموا دماءهم الزكية مع الجنوب وفي أرضه من أجل تخليصه من بغض الإحتلال اليمني ودنسه والواقع يدل على ذلك وشعب سيرد الوفاء بالوفاء وستثبت الأيام حتى وإن حاول الأعداء والعملاء شن حربهم الإعلامية الظروس ضد رئيس دولة الإمارات وشعبها وهذا من متوقع منهم ولن يؤثر على وقوفها مع الجنوب وشعبه لأن العلاقة بينهم متينة فمني للشيخ محمد بن زائد رئيس الدولة ولشعبها ألف تحية ونقدم لهم الشكر على كل مايقدموه للجنوب ،وسوف تظل الإمارت في قلوبنا ومن قرح يقرح !!