حين يتحول الإنسان إلى أداة بيد السلطة لا محورًا للتنمية
شبوة برس – خاص
تساءل كاتبون ومفكرون عن أسباب تراجع الأمة العربية رغم امتلاكها الثروات والموقع الجغرافي المميز وسبقها الحضاري عبر التاريخ، في حين تزدهر دول حديثة النشأة ككندا وأستراليا وماليزيا. وفي هذا السياق، حصل محرر "شبوة برس" على دراسة فكرية موجزة تشير إلى أن المشكلة لا تكمن في الموارد ولا في الجغرافيا، بل في النظام الذي يحكم الإنسان.
وأوضح التحليل الذي أطلع عليه محرر "شبوة برس" أن اليابان مثلًا بلا موارد طبيعية تُذكر، وسويسرا لا تزرع الكاكاو لكنها تصنع أفضل شوكولا في العالم، والفرق بين تلك الدول والدول العربية هو منظومة الحكم والوعي الجمعي. ففي الدول المتقدمة تسود قيم احترام القانون، الشفافية، العدالة، فصل السلطات، حرية التعبير، والمواطنة الحقيقية، بينما في كثير من البلدان العربية يُصنع الفقر عمدًا ليُرهق المواطن، ويُكرس الجهل بتعليم يقوم على الطاعة لا النقد، ويُستغل الدين والإعلام لتثبيت الخضوع والولاء.
وقال محرر "شبوة برس" إلى أن هذا النمط من الحكم ينتج شعوبًا مقهورة تخشى التغيير وتدافع عن جلادها، مما يؤدي إلى تفكك القيم وانتشار الفساد وضعف الثقة بين الناس ومؤسسات الدولة. فالمشكلة ليست في الشعوب، بل في منظومة الاستبداد التي تُعيد إنتاج الفقر والجهل جيلاً بعد جيل.
وختمت الدراسة بأن الاستبداد السياسي والديني هو الجذر الحقيقي لانهيار الأوطان، وأن طريق النهوض يبدأ بالديمقراطية ودولة القانون والعدالة وحقوق الإنسان، لا بالوعظ أو الوعود، بل بتغيير جذري في نظام الحكم وبناء وعي وطني يؤمن بأن الإنسان الحر هو أساس أي نهضة.