هل تتوحد الجبهة الجنوبية في 30 نوفمبر المقبل؟
لا خيار أمام الشعب الجنوبي وقواه الحية بمختلف مشاربها إلا أن توحِّد جبهتها الداخلية، وتكمل مسيرة شهداء الجنوب لانتزاع حقهم المشروع بعودة دولتهم
لقد قدَّم الشعب الجنوبي خيرة شبابه من أجل عودة دولته ولا مجال اليوم وبعد كل هذه التضحيات طوال الخمسة وثلاثين عاما إلا أن تتوحد قواه الحية لتحقيق هدف عودة دولة الجنوب، ونسيان أي مشاريع أخرى مهما كان لها من أهمية إلا أن أهمية عودة الدولة لما قبل الوحدة المشؤومة يجب أن تعلو على أي مشروع آخر.
صحيح أن البعض يطرح تساؤلات مشروعة مثل كيف نسعى لعودة دولة ولا نعرف ماهيتها؟ أو من سيدير الدولة؟ وما هو نظامها؟ وغيرها من أسئلة مشروعة، وهذا أمر طبيعي ولكن المطلوب بهذه المرحلة الخروج من عنق الزجاجة طالما أن الاتفاق على ماهية الدولة في ظل هذه الظروف شبه مستحيلة بالذات في ظل تقارير استخباراتية وصلت للشرعية وفق افادة بعض التقارير الإعلامية تتحدث عن استعدادات يقوم بها الثلاثي الحوثي والمؤتمرون والإخوان المسلمين للانقضاض على الجنوب والاستيلاء على السلطة به، وأنا شخصيا لا أستبعد صحة تلك التقارير؛ لذلك اليوم المطلوب هو أولا توحيد الجهود من أجل عودة دولة الجنوب فالمناوئون لعودة دولة الجنوب دائما وأبدا يستغلون ثغرة عدم الاتفاق لضرب حلم وأمل عودة دولة الجنوب بمعنى أرجو ألا تعلَق النخب الجنوبية في عنق الزجاجة العالق به الجنوب اليوم.
إن مناسبة الثلاثين من نوفمبر القادم يجب استثمارها بحنكة سياسية والنخب الجنوبية بما فيه المجلس الانتقالي هم بقدر المسؤولية التي يستحقها الشعب الجنوبي، وأيضاً تستحقها النخب والتيارات السياسية بمختلف مشاربها وتوجهاتها واستثمار تلك المناسبة بشكل احترافي سينتزع حقًّا طال انتظاره، وآن أوان أن يسترجعه الشعب الجنوبي دون انتظار أية اشارة من أي طرف كان سواء دوليًّا أو إقليميًّا، ولا يمكن قبول نظرية لا نريد أن نقفز للمجهول أو لعلها تكون قفزة للمجهول بإعلان عودة دولة الجنوب لأن الواقع الجنوبي اليوم معلوم بشكل واضح بأنه لا الشرعية ولا الإقليم ولا المجتمع الدولي ولا المنتفعون من الواقع الجنوبي سيقبلون أو بالأحرى لا يريدون دولة جنوبية لسبب بسيط وهو أنهم شركاء بنهب ثروته وعودة دولة الجنوب ستحرمهم من التمتع بها، وهي بالمليارات؛ لذلك يختلقون الأزمات واحدة تلو الأخرى من كهرباء وحرمان من مرتبات وتفجيرات وإرهابية وشن ضربات عسكرية هنا وهناك هذه كل القصة وعليه فأن أية مراهنة على غير انتزاع الحق الجنوبي مراهنة خاسرة.
لذلك وأمام هذا الواقع هل يتغدى الانتقالي بهم في الثلاثين من نوفمبر قبل أن يتعشوا به؟
هذا ما آمله…