حضرموت بين الوحدة والتشطير والحضرمة.. أسئلة الهوية والخيارات الصعبة

2025-10-31 08:19
حضرموت بين الوحدة والتشطير والحضرمة.. أسئلة الهوية والخيارات الصعبة
شبوه برس - خـاص - المكلا

 

شبوة برس – خاص

طرح الكاتب السياسي "عبدالله عمر باوزير" في نقاش عام على منصة إكس، رصده محرر "شبوة برس"، جملة من التساؤلات الجوهرية حول مستقبل حضرموت وموقعها بين ثلاثة خيارات كبرى: الوحدة، التشطير، والحضرمة، داعيًا إلى مقاربة واعية ومسؤولة لهذه القضايا الحساسة بعيدًا عن العاطفة والانقسام.

 

وقال "باوزير" إن حضرموت اليوم تعيش حالة من "الضبابية السياسية والمجتمعية" نتيجة تراكمات صراعات قومية وأممية وقبلية أفقدت المجتمع القدرة على تحديد رؤيته الجامعة، مشيرًا إلى أن التساؤل حول ما هو الأفضل لحضرموت – الوحدة أم التشطير أم الاستقلال – بات مطروحًا بإلحاح في ظل بيئة إقليمية ودولية متغيرة.

 

وأوضح أن "الوحدة"، رغم حساسيتها، يمكن أن تبقى خيارًا قابلًا للنقاش إذا أُعيد تعريفها بما يضمن لحضرموت دورها كشريك استراتيجي واقتصادي فاعل، مؤكدًا أن الحضارم يمتلكون مصالح حقيقية في الاستقرار إذا وُجدت قيادة تدرك أهمية دورهم.

 

أما "التشطير"، فقد وصفه باوزير بأنه مشروع يُطبخ في دهاليز قوى دولية وإقليمية تستهدف تفتيت الإرادة الحضرمية، مشيرًا إلى أن الذاكرة الجمعية لأبناء حضرموت لا تزال مثقلة بتجارب ما قبل وحدة 1990 تحت نظام "اليمن الديمقراطية"، وأن تلك المرحلة تجعل غالبية الحضارم ينظرون بعين الريبة لأي محاولات لإحياء التشطير.

 

وفي المقابل، تناول باوزير فكرة "الحضرمة" بمعنى استقلال حضرموت بنظام سياسي خاص، لكنه رأى أن هذا الخيار لا يزال في إطار الأمنيات، لغياب وحدة النخب وضعف التنظيم السياسي والاجتماعي القادر على تحويل الفكرة إلى مشروع حقيقي، رغم وحدة الجغرافيا والتاريخ والثقافة التي تجمع ولايات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى.

 

واختتم بوزير بالقول إن المرحلة تتطلب "تفكيرًا مسؤولًا ومخارج سياسية متوازنة" تراعي واقع حضرموت ومكانتها، محذرًا من أن تحويل هذه القضايا إلى مادة للتناحر الإعلامي والسياسي سيقود إلى نتائج أسوأ من الخيارات الثلاثة المطروحة.