تدفق المهاجرين الأفارقة.. خطر صامت يهدد الأمن في الجنوب والسلم الاجتماعي

2025-11-03 20:13
تدفق المهاجرين الأفارقة.. خطر صامت يهدد الأمن في الجنوب والسلم الاجتماعي

أثيوبيين في وديان ورؤوس جبال الجنوب العربي

شبوه برس - خـاص - عــدن

 

شبوة برس – خاص

تشهد مدن الجنوب العربي، وفي مقدمتها العاصمة عدن، تزايداً مقلقاً في أعداد المهاجرين الأفارقة القادمين عبر طرق تهريب غير شرعية من القرن الأفريقي، في وقت تعيش فيه المنطقة أوضاعاً أمنية واقتصادية هشة. هذا التدفق المنظم يثير مخاوف واسعة حول تداعياته على الأمن والاستقرار، وسط غياب واضح لأي تحرك جاد لاحتواء الأزمة.

 

أوضح الكاتب والباحث الدكتور عارف محمد عباد السقاف في تقرير أطلع عليه محرر "شبوة برس"، أن انتشار المهاجرين الأفارقة في الأحياء السكنية والأسواق العامة يشكل ضغطاً كبيراً على الخدمات والبنية التحتية، ويضاعف من معاناة المواطنين في ظل أوضاع معيشية صعبة وانهيار اقتصادي متصاعد.

 

وأشار السقاف إلى أن الجنوب العربي تحول إلى محطة عبور رئيسية لهؤلاء المهاجرين نحو دول الخليج العربي، مستفيدين من ضعف الرقابة على السواحل والمنافذ البرية، ووجود شبكات تهريب منظمة تستغل حاجة الفقراء في أفريقيا وتغريهم بأوهام الوصول إلى فرص عمل في الخليج عبر الأراضي الجنوبية.

 

وأضاف أن هذا التدفق غير الطبيعي إلى منطقة تعيش حالة حرب وصراع سياسي قد لا يكون عشوائياً، بل ربما يقف خلفه مخطط إقليمي أو دولي لإغراق الجنوب بمشاكل ديموغرافية وأمنية جديدة، تعيق أي مسار نحو الاستقرار والسيادة، وتفتح الباب أمام تحولات سكانية خطيرة في المستقبل.

 

وأكد أن المخاطر الناتجة عن هذه الظاهرة لا تقتصر على الجانب الإنساني، بل تشمل تهديداً مباشراً للأمن الداخلي، وارتفاع معدلات الجريمة، واحتمال استغلال بعض الوافدين من قبل جماعات متطرفة أو شبكات إجرامية، إضافة إلى التوترات الاجتماعية الناتجة عن التنافس على الموارد المحدودة في المجتمعات الفقيرة.

 

ودعا السقاف إلى تحرك وطني عاجل يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي والسلطات المحلية لتأمين السواحل والحدود، وملاحقة شبكات التهريب بالتعاون مع دول الجوار ودول المصدر، ووضع خطة لإعادة المهاجرين إلى بلدانهم بما يحفظ أمن واستقرار الجنوب.

 

ويخلص التقرير إلى أن تدفق المهاجرين الأفارقة لم يعد مسألة إنسانية فحسب، بل تحول إلى تحدٍّ وجودي يمسّ الأمن القومي للجنوب العربي، ما يتطلب استراتيجية شاملة لوقف هذا الخطر قبل أن يتحول إلى استيطان دائم يهدد الهوية والنسيج الاجتماعي الجنوبي.