الإخوان وبن حبريش.. خريطة النفوذ من الحزب إلى السلاح في حضرموت

2025-11-07 07:35
الإخوان وبن حبريش.. خريطة النفوذ من الحزب إلى السلاح في حضرموت
شبوه برس - خـاص - المكلا

 

شبوة برس – خاص

نشر الناشط السياسي الحضرمي "مصعب عيديد" على صفحته في فيسبوك قراءة تحليلية لخريطة النفوذ في حضرموت، أطلع عليها محرر "شبوة برس"، تناول فيها تحوّل جماعة الإخوان المسلمين من العمل الحزبي إلى بناء تشكيلات مسلحة تحت غطاء زعامات محلية، أبرزها الزعيم القبلي بن حبريش.

 

وأوضح "عيديد" أن خريطة النفوذ الإخواني بدأت بالتشكل منذ تمكن حزب الإصلاح، الذراع السياسية للجماعة، من اختراق مؤسسات الدولة اليمنية والسيطرة على مفاصلها، ثم توسعت لاحقًا لتشمل تشكيلات عسكرية وأمنية تعمل لحساب التنظيم، متخفية وراء شعارات حماية الأمن المحلي والدفاع عن الحقوق.

 

وأشار إلى أن حضرموت كانت بيئة خصبة لنمو هذا النفوذ بسبب تعقيدها الاجتماعي والاقتصادي، إذ استطاع الإخوان التغلغل في البنية القبلية عبر توظيف الخطاب الديني والرموز المحلية مثل بن حبريش، الذي جمع بين الزعامة القبلية والانتماء التنظيمي، لتتحول المحافظة إلى ساحة تتقاطع فيها مصالح الدين والسياسة والاقتصاد.

 

وبيّن "عيديد" أن شبكة النفوذ الإخوانية في حضرموت بُنيت على ثلاث ركائز متداخلة: الأولى قبلية تمنح الغطاء الاجتماعي، والثانية عقائدية تضفي الشرعية الدينية، والثالثة اقتصادية عبر السيطرة على موارد النفط والضرائب والتجارة الحدودية، لتصبح منظومة متكاملة من التحالفات تمتد من المجالس المحلية إلى الوحدات العسكرية.

 

وأضاف أن الإخوان استغلوا الانقسام السياسي والصراع بين القوى اليمنية للتمدّد داخل الفراغات الإدارية والأمنية، وخلق ولاءات محلية مرتبطة بالتنظيم لا بالدولة، الأمر الذي جعل من بن حبريش نموذجًا للزعيم الذي يوظف الدين والقبيلة والسلاح في مشروع نفوذ واسع.

 

وختم عيديد بالقول إن هذا التمدد لم يكن معزولًا عن الدعم الخارجي المالي والإعلامي الذي ساعد الجماعة في ترسيخ حضورها بالمناطق الشرقية، محذرًا من أن استمرار هذا المشهد سيحول الصراع في حضرموت من صراع على السلطة إلى صراع على الهوية والموارد، وأن استقرار المحافظة مرهون بتفكيك تلك الشبكات وإعادة بناء سلطة الدولة على أسس وطنية خالصة.