حين يكون الاحتياج الاقتصادي قاهرا على الناس فإنهم يركزون على تلبية احتياجاتهم الأساسية أكثر من اهتمامهم بالمسائل السياسية أو الوطنية وينامي السخط الشعبي جراء ذلك فتجد العبارات من نوع "ان الجائع لايبحث عن وطن" ترويجاً ، والعبارة صحيحة في سياقها خبيثة في ترويجها يُراد بها ان تتخلى الناس عن حقها الوطني بالضغط باحتياجاتهم من خدمات ورواتب في سياق الصراع ويوظفونها حربا أكثر إيلاما للناس ، فيندفع البعض صادقا متأثُراً بحالة الناس ، وتستغل قوى معادية اخطبوطيتها بالتشكيك والتحبيط وان كل المآسي سببها تمسك الجنوبيون بمشروعهم فيعلقون بعبارات لإقناع الناس ظاهرها الاهتمام باحتياجات الناس ومراميها ان يتخلوا عن قضيتهم ويرسخون لغة احباط في الوعي المجتمعي من قبيل "عاد شي حل!! ، سئمنا !!، ملينا !!، لا احد يهتم للشعب !! ، لا فائدة !!، الجميع فاسدون !! ..الخ"
لن تنال الناس حقوقها وخدماتها الا بالتكاتف لكن اخطبوطية الشبكات والصفحات والتغريدات تريد استدراجهم للتخلي عن قضيتهم ويحاصرون اي صوت يهتم بها لكي يصمت بحجة ان الناس لم تعد تستحمل وقد حققوا بعض نجاح -شئنا ام ابينا- بربط أوضاع الناس واحتياجاتهم بشراكة الانتقالي وسلبيات أداء بعض ادواته مع ان الاحتياجات الاقتصادية تحلها حلول اقتصادية ، وهذه الحلول في حالة ان "الكل يحارب الكل" ليس مسؤولا عنها طرف واحد بل توجب أن يتكاتف ويتعاضد الجميع ويضغطوا "على الكل المتحارب" وبكل الوسائل لنيل حقوقهم ، فالتخلي عن الهدف الوطني -الذي يسعى له اعداء الجنوب - تحت تأثير الحاجة الاقتصادية لن يحل مشاكل واحتياجات الناس مهما روّج له المروجون
15 نوفمبر 2025م