سند بايعشوت رحمه الله مع زملاءه
شبوة برس – خاص
تابع محرر "شبوة برس" منشورات "وليد التميمي" على فيسبوك، وكان أبرزها السرد الساخرة لقصة غريبة من عالم الصحافة الجنوبية: وصول مقالات لأشخاص يحبون حشو أسمائهم بخمس، ستة، أو حتى سبع ألقاب، وكأن الألقاب وحدها تصنع قيمة الشخص.
تروي القصة أن أحد هؤلاء، الملقب بـ"الدكتور الأديب الشاعر العقيد الداعية المقدم"، كان يرسل مقالاته بشكل دوري، فكان المحرر يتعمد تجاهلها، حتى جاء يوم اتصل فيه الأستاذ سند بايعشوت، رحمه الله، وعاتبه على عدم النشر. بعد إرسال مقال واحد فقط، ضحك سند عند قراءة السطر الأول، واتصل بكاتبه محاولاً إقناعه باختيار وصف واحد لاسمه، لكن عندما رفض، كان القرار حاسماً: حظره نهائياً من البريد.
ويعلق المنشور بسخرية على أمر حديث: "ما جعلني أستذكر هذا الموقف هو أن شخصية أكاديمية مرموقة بدأت تعمم مقالاتها بنفس الأسلوب، وكأنها تراها فرصة لتقديم سيرة ذاتية مطوّلة لكل من يعرفه أو لا يعرفه في الأمم المتحدة… دون أن يحرقوا يوماً واحدة من أعمارهم في العمل الفعلي أو الإنتاج الملموس."
هذا المنشور ليس مجرد قصة عن الألقاب الطويلة، بل تذكير ساخر بأن بعض مرضى النفوذ، خصوصاً الجدد المودرن ما بعد الوحدة اليمنية، يظنون أن تراكم الألقاب يعادل تراكم الخبرة، بينما الحقيقة تبقى واحدة: الألقاب لا تصنع رجلاً، والوقت المهدر في حشو الاسم بالألقاب لا يعوضه أي دكتور أو عقيد أو داعية…
رحم الله سند، وأطال الله في عمر رفيق الدرب رشيد بن شبراق، الذي يعرف أن العمل والإنجاز أفضل ألف مرة من الألقاب الطويلة.