استقلال الجنوب صنعته كل قوى الشعبية وليس جبهات الكفاح المسلح

2025-11-23 20:01
استقلال الجنوب صنعته كل قوى الشعبية وليس جبهات الكفاح المسلح

بعض ثوار القبائل في شبوة

شبوه برس - خـاص - عــدن

 

الجنوب العربي… مسيرة نضالية جماعية نحو الاستقلال

 

شبوة برس – خاص

أكد الباحث "علي محمد السليماني" أن هدف "استقلال الجنوب العربي" كان دائمًا مشروعًا جماعيًا جمع كل أطياف المجتمع الجنوبي، من سلاطين وأمراء وشيوخ وقبائل إلى أحزاب ومنظمات وجمعيات واتحادات وطلاب وجيش وأمن، امتد من كمران غربًا إلى صرفيت شرقًا، مشددًا على أن شعب الجنوب العربي ظل يناضل منذ وصول الاحتلال البريطاني إلى ميناء عدن في عام 1839، رافضًا الهيمنة والاستعمار.

 

وأشار "السليماني" في موضوع خص به "شبوة برس" إلى أن الجنوب العربي شهد العديد من "الحركات الشعبية والانتفاضات" التاريخية، منها حركة السادة آل الكاف التنويرية ووأد الثأر وصلح القبائل في حضرموت في تريم, وثورة بلحارث في بيحان، وثورة بن عبدات في الغرف، وثورة الصيع، وثورة الحموم، وثورة بن رشيد، وثورة العظمي، وثورات باعزب والمطهافي والربيزي العولقي والعولقي والدماني، إضافة إلى ثورات الضالع ورفدان والصبيحي واليافعي والنسي وخليفة بنو هلال، موضحًا أن كل هذه التحركات كانت تهدف إلى "استقلال الجنوب ووحدة جغرافيته" قبل ثورة 14 أكتوبر 1963.

 

وتابع الباحث أن "المسيرة النضالية الحديثة" انطلقت بعد الحرب العالمية الثانية بظهور حزب رابطة الجنوب العربي عام 1951، إلى جانب الجمعيات العدنية والإسلامية والثقافية والرياضية، لتتوج بالوصول بقضية الجنوب العربي إلى الأمم المتحدة عام 1959 وصدور قرار الاستقلال عام 1963.

 

لكن انقلاب اليمن عام 1962 أدى إلى انقسامات كبيرة، وظهرت جبهات الكفاح المسلح، مثل عملية صلاح الدين وعملية كسارة البندق عام 1964، حيث اشترط الممولون على قيادات الجنوب تغيير التسمية إلى "الجنوب اليمني المحتل" للحصول على الدعم، وهو ما أدى إلى إعلان استقلال الجنوب بطريقة معقدة في 30 نوفمبر 1967 باسم "جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية"، ثم تغيير اسمها إلى "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" عام 1970.

 

وأشار السليماني إلى أن تلك المسارات السياسية قادت الجنوب العربي إلى "مأساة الوحدة مع صنعاء في 22 مايو 1990"، تلتها هزيمته في حرب 1994 واحتلاله، مؤكدًا أن النضال مستمر، وأن شعب الجنوب العربي ما زال عصيًا على الذوبان رغم المؤامرات المستمرة منذ الستينيات وحتى اليوم.

 

الباحث/ علي محمد السليماني