شبوة برس – خاص
حصل محرر "شبوة برس" على نسخة من مقال للكاتب "علي بريك عبدالله لحمر العولقي"، تناول فيه ما يصفه بالمقولة الأكثر انتشارًا في الخطاب العام اليمني، وهي "كما تكونون يُولّى عليكم"، معتبرًا أنها تُستخدم لتبرئة الحاكم الفاسد وتحميل الشعوب وزر فساد لم تصنعه.
وأوضح الكاتب أن هذا القول يُناقض الشريعة التي تقرر أن "كلٌّ راعٍ وكلٌّ مسؤول عن رعيته"، مؤكدًا أن صلاح المجتمع يبدأ من صلاح القيادة، وأن المسؤوليات تترابط من قمة الهرم إلى قاعدته، بينما يسري الفساد من الأعلى نزولًا لا العكس.
وأشار الكاتب إلى أنه لا يمكن لرئيس يدّعي النزاهة أن يحيط نفسه بفاسدين، ولا لرئيس وزراء شريف أن يُعيّن وزراء ومحافظين غارقين في نهب المال العام، معتبرًا أن رأس السلطة هو المسؤول الأول أمام الله وأمام الشعب، ولا يجوز له التذرع بالضعف أو العجز.
وأضاف أن من يعجز عن مواجهة الفساد لا يحق له البقاء في موقعه، وأن أضعف الإيمان بالنسبة للمسؤول هو الاستقالة إن لم يستطع الإصلاح، فهي أشرف من الاستمرار على رأس منظومة فاسدة تنهب ثروات البلاد وتغطي على فساد الفاسدين.
واختتم الكاتب بالتأكيد على أن أي مسؤول يستمر في منصبه دون اتخاذ مواقف واضحة تجاه فساد مستشري، إنما يصبح جزءًا من المنظومة ذاتها، بل رأسًا من رؤوسها، معتبرًا أن الفساد هو أفيون الشعوب ومدمّرها، وأن صمته جريمة لا تقل عن ممارسته.