شبوة برس – خاص
رصد محرر "شبوة برس" تقريراً فكرياً نشرته الأستاذة "فيروز الوالي" على صفحتها في فيسبوك، قدّمت فيه قراءة عميقة لوضع الوحدة اليمنية وكيف تحوّلت من مشروع وطني إلى أداة بيد شبكات النفوذ. التقرير، بمضمونه المكثّف، يعيد طرح سؤال جوهري حول جدوى وحدة لم تُنتج عدالة ولا مؤسسات، بل كرّست الفرز بين من يملكون ومن يدفعون الفاتورة.
وقالت الدكتورة الولي إن الوحدة لم تعد حلماً وطنياً، بل أصبحت بنداً مالياً في كشوفات الشرعية غير الدستورية، فيما تحولت شعاراتها إلى استثمار سياسي واقتصادي تستفيد منه طبقات نافذة تعيش خارج اليمن وتكدّس ثرواتها في الخارج. وأوضحت أن الشعب الذي حمل شعار “الوحدة أو الموت” دفع الثمن موتاً، بينما نال المتنفذون حصتهم بالدولار.
وتناول التقرير الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية للوضع الراهن، مؤكداً أن الشرعية القائمة ليست دولة بل “حالة نفسية” تتصرف كأنها تدير “جمهورية فندقية”، تُدار قراراتها من الخارج. وعلى المستوى الاجتماعي، شددت الوالي على أن الوحدة لم توحّد المجتمع بل أحزانه، وأن الانقسام الحقيقي ليس بين الجنوب واليمن، بل بين الممسكين بالسلطة والناس الذين يُطلب منهم دفع الثمن.
وفي الجانب الاقتصادي، وصفت صعود طبقة “أباطرة الحرب” بأنه تحوّل خطير للدولة إلى شركة خاصة، فيما بقي المواطن المستثمر الخاسر لكل شيء. أما عسكرياً، فالحرب لم تعد معركة وطنية بل سباقاً على المنافذ والموانئ وعائدات النفط.
وقالت الوالي إن اليمن عملياً تحت إدارة خارجية، وإن المواطن يعيش اغتراباً وجودياً في كل مكان، بينما القادة الذين صنعوا المأساة يتحدثون عن الصمود من عواصم أوروبا.
وختمت رؤيتها بالتأكيد أن الخروج يكمن في الاعتراف بانتهاء صيغة الوحدة القديمة، وفتح حوار واقعي، وتنظيم استفتاء حر في الجنوب، وبناء دولة مؤسسات تقوم على العدل لا على الشعارات.
محرر "شبوة برس" يعرى بأن تقرير الولي يعكس وعياً متزايداً بحقيقة التحولات الجارية، ويضع بجرأة أسئلة المرحلة التي لا يمكن القفز عليها، خصوصاً مع تنامي المطالب الجنوبية بإنهاء وضع يصفه كثيرون بأنه استنزاف للوطن وإنسانه.
#دوله_الجنوب_العربي