العليمي.. ودفن "الولي الصالح"

2025-12-11 08:16

 

(( //حكاية//

سافر اثنان مع حمار يحمل متاعهما، فمات الحمار ودفناه على مشارف قرية، وادّعيا أنه "ولي صالح" مات في طريقه لأهل القرية لينالوا بركاته. بنوا ضريحًا وتوافد البسطاء بالنذور من القرى المحيطة، فجمعوا الكثير. وفي أحد الأيام اختلفا أثناء توزيع المال، فغضب أحدهما وقال:

"والله سأطلب من الشيخ 'أبو الصبر'" مشيرًا إلى القبر، "أن ينتقم منك ويريني غضبه ويسترجع حقي".

 

ضحك أخوه وقال: "أي شيخ يا أخي؟ أليس الحمار هو المدفون؟"

رد قائلاً: "دا احنا دافنينه سوا".))

 

نبدأ من مجلس الرئاسة، فهو بذاته انقلاب، كالانقلاب الحوثي، كلاهما بلا أسس قانونية ودستورية. فما مدى مشروعية الرئاسي وآثاره على الوحدة الوطنية بمعايير دستورهم؟

 

وفقًا لدستور اليمن الذي يضجون به، فالرئاسي لم يمر بالمسار الدستوري المعتاد (انتخاب أو تعيين برلماني، مع أن عمر البرلمان الافتراضي انتهى).

 

الرئاسي تجميع مشروعيات تضيق أو تتسع على الأرض، وهذا يجعله غير شرعي من ناحية ما يسمونه الثوابت القانونية والدستورية، إلا بمقدار توافق المشروعيات التي تشكّل منه. يشبه الانقلابات التي تقوّض المؤسسات، فتأسيسه يتشابه مع انقلاب الحوثي: فالانقلاب قوّض الشرعية، والرئاسي قوّضها بتغييب الإجراءات الدستورية.

 

ختامًا، مثلما ادّعى صاحبا الحمار أنه "ولي صالح"، فرئاسة العليمي تفتقر لأي أساس دستوري. وما يزعمون من أن الانتقالي انتهكه، فقد كانوا شركاء له في مراسيم دفن الشرعية الدستورية الافتراضية.

 

"الولي الصالح" دفنه الحوثي، ثم دفنته رئاسة العليمي وشركاؤه، لذلك لم يكن أمام الانتقالي إلا الحفاظ على مشروعياته في أرضه.

 

في ما يرويه "جباري"، قال للعليمي: "أنت غير شرعي"، فكان رده: "لقد جئت بمشيئة الله". ووفقًا لهذا القول، فالحوثي جاء بمشيئة الله وقبله الشماليون، والعليمي انقلب على شرعيتهم بمشيئة الله وقبلوه بمشيئة الله، وحين سار الانتقالي بمشيئة الله ضجّوا: خيانة، انقلاب، تقويض للشرعية، وغيرها.

 

كيف يا "خبره"، حتى مشيئة الله مقبولة عندكم، وفي الجنوب مؤامرة وتقويض للثوابت الدستورية؟

 

قسمة_ضيزى

11 ديسمبر 2025م