شبوة برس – خاص
يقرأ محرر شبوة برس التحولات الجارية في حضرموت بوصفها رسالة سياسية واضحة تُعيد ضبط المشهد وتمنح الجنوب نقطة ارتكاز جديدة، بعيداً عن محاولات إعادة تدوير مشاريع المركز التي ما زالت تصرّ على فرض معادلات قديمة لم تعد قابلة للحياة. فحضرموت لم تعد في موقع “الجغرافيا المفيدة” كما حاولت صنعاء تصويرها عبر مشاريع الأقاليم، بل أصبحت مركزاً يعاد من خلاله تحديد شكل الدولة واتجاه القرار.
ويشير مراقبون تحدثوا لـ شبوة برس إلى أن القوى التي تروّج لمعادلات مثل “إذا الجنوب دولة فحضرموت دولة” تتجاهل عمداً حقيقة أن المحافظة تمثل اليوم الثقل الأكبر سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً في الجنوب، وأن أي هندسة جديدة للدولة لن تمر فوق إرادة حضرموت أو دون شراكتها. هذا التحول يعكس وعياً سياسياً متنامياً داخل المحافظة يرفض العودة إلى مركز تاريخي جرّب الجميع نتائجه لعقود دون أن ينتج دولة عادلة أو استقراراً مستداماً.
ويؤكد محرر شبوة برس أن حضرموت باتت تدرك أن التخلي عن مشروع الدولة الجنوبية يعني إعادة إنتاج نفس الحلقة المفرغة التي ظلت صنعاء تمسك بخيوطها منذ عقود، وأن الحفاظ على دورها المركزي في الجنوب هو الضمانة الحقيقية لتوازن القوى ولإنتاج صيغة حكم أكثر نضجاً وواقعية.
حضرموت اليوم ليست جزءاً يُعاد ترتيبه كلما تغيّر المشهد، بل فضاء مركزي تُرسم من خلاله الاتجاهات الكبرى، وتُعاد عبره صياغة مفهوم الدولة وشروط الشراكة ومستقبل الجنوب.
#دوله_الجنوب_العربي