شبوة برس – خاص
أثارت زيارة العميد مختار النوبي، قائد الفرقة الأولى في القوات المسلحة الجنوبية، إلى مسجد ومركز دار الحديث التابع ليحيى الحجوري في وادي شحوح بسيئون، موجة واسعة من القلق والغضب في الأوساط الحضرمية، لما تحمله هذه الزيارة من دلالات سياسية وأمنية خطيرة، خصوصًا في ظل السجل المثير للجدل لرجل الدين السلفي يحيى الحجوري وخطابه التكفيري.
ويُتهم الحجوري منذ سنوات بتكفير الحراك الجنوبي، ووصفه في تسجيلات وخطب متداولة بأنه “حراك أبو ثلاثة ألف ريال”، في إشارة مهينة لأنصار الحراك ومطالبه السياسية، وهو خطاب اعتبره الجنوبيون تحريضًا مباشرًا وتكفيرًا سياسيًا يشرعن استباحة الخصوم تحت غطاء ديني، وأثار موجات غضب ورفض واسعة في مختلف محافظات الجنوب.
ولم تتوقف خطورة الحجوري عند حدود الخطاب، إذ تشير وقائع معروفة إلى محاولته إشعال فتنة مسلحة في يافع، بعد سعيه لإنشاء قاعدة عسكرية أو مركز مغلق في منطقة مكيل الجبلية المنعزلة والخالية من السكان. هذه الخطوة وُصفت حينها بأنها مشروع خبيث لجر أبناء قبائل يافع إلى اقتتال داخلي، لولا يقظة أبناء يافع ونباهتهم، حيث تحركوا سريعًا ومنعوا الحجوري من تنفيذ مخططه، وأفشلوا محاولة إدخال المنطقة في صراع دموي كان سيخدم أجندات متطرفة.
وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن زيارة العميد مختار النوبي إلى مركز الحجوري، وما رافقها من تطمينات ولقاءات، أعادت إلى الواجهة مخاوف حقيقية لدى الحضارم من تكرار السيناريو ذاته في حضرموت، عبر تمكين خطاب تكفيري إقصائي تحت حماية السلاح أو غض الطرف الرسمي. حضارم تحدثوا لمحرر شبوة برس أكدوا أن هذه الزيارة أدخلت الرعب إلى قلوبهم، ورفعت منسوب القلق على أمنهم الاجتماعي والديني، خشية أن تتحول حضرموت إلى ساحة صراع مذهبي، على غرار ما حدث في ليبيا وسوريا، حيث قاد تمكين التيارات التكفيرية إلى تصفيات جسدية وهدم للمساجد والقبور وتمزيق للنسيج المجتمعي.
ويؤكد أبناء حضرموت أن محافظتهم، المعروفة تاريخيًا بإسلامها الوسطي الشافعي المتسامح، ترفض أي مشروع تكفيري أو عسكري يهدد السلم الأهلي، محذرين من أن التغاضي عن خطاب الحجوري وتحركاته لن يؤدي إلا إلى الفوضى وزرع الفتن في الجنوب العربي.