السعودية لم تهزم في حضرموت :

القوات الجنوبية التي حررت حضرموت من قوات (الاخوان والحوثي والارهاب) لم تعترضها قوات سعودية على الارض ولم تمنعها قرارات سعودية من دخول حضرموت، وهل قوات المنطقة العسكرية الاولى قوات سعودية او تتبع السعودية او مرعية ومحمية من السعودية؟، حتى يقول قائل ان السعودية لن تسمح بهزيمتها في حضرموت او خروجها من اليمن بخفي حنين .

السعودية والامارات يدعما انهاء الانقلاب الحوثي في صنعاء وتسوية الملعب السياسي في اليمن والجنوب معا وبالتالي لن يدعما الفوضى في الجنوب وحضرمون خصوصا لان الجنوب نصرهما الوحيد الذي تحقق في هذه الحرب وعمقهما الاستراتيجي وحليفهما الوفي الذي لم يخن ولم يغدر وقد اوفى بعهده وانجز وعده ، ثم ان تحرير حضرموت والمهرة فرضا مؤجلا منذ سنوات ولم يخفي الانتقالي رغبته وحاجته لذلك ، لكنه ظل ملتزما بوعده للتحالف بتأجيل هذه المهمة لسنتين تقريبا وعندما لم يجد جديد حول توحيد الجهود لتحرير صنعاء وانهاء الانقلاب وهو الذي كان الذريعة في انتظار الانتقالي والتزامه كل هذا الوقت .

السعودية لها حساباتها الامنية الخاصة بأمن واستقرار الجنوب من جهة، وحساباتها الامنية الخاصة بامنها وضمان استمرار الهدنة القائمة من جهة اخرى ، وهي بهذه الخطوة ولا تريد تصعيد جديد بعد حضرموت او ردات فعل متهورة نحوها من هنا او هناك .

اعتقد ان حلحلة الامور في حضرموت وانقشاع الضباب من حولها وان بدت صعبة الا انها ليست بالمهمة المستحيلة ، ويتضح ذلك من المؤشرات التالية :

- انسحاب القوات السعودية من اكثر من موقع في الجنوب بمجرد اعلان القوات الجنوبية احكام سيطرتها على حضرموت والمهرة .

-اطالة امد مهمة رئيس الوفد السعودي اللواء محمد القحطاني في حضرموت ،ولقاءاته لاحتواء الازمة مع شخصيات قبلية غير رسمية معزولة عن الشارع الحضرمي الذي يرفضها ومشروعها المناطقي ولم يكن الانتقالي طرفا فيها .

بلورة الحل :

-سيتم استدعاء اللواء القحطاني والمحافظ الخنبشي وربما عدد من مشائخ القبائل الى الرياض للتشاور .

-سياتي دور بريطانيا وامريكيا ممثلة بوزراء الخارجية وسفراء البلدين لاقناع المعترضين بقبول الامر الواقع في حضرموت والمهرة مقابل اتفاق يلزم الانتقالي بالمشاركة في تحرير صنعاء ، وهذا يبدد مخاوف المعارضين لاستقلال الجنوب من جهة ، ويرفع الحرج عن السعودية من جهة اخرى.

شهاب الحامد