شبوة برس – خاص
ردّ المحلل السياسي العُماني سعيد جداد أبو عماد على مقال الكاتب عبد الرحمن الراشد المعنون بـ“الانتقالي يفتح عش الانفصاليين”، معتبرًا أن المقال لا يعبّر عن اختلاف سياسي مشروع بقدر ما ينطوي على تقزيم فجّ لإرادة شعب الجنوب العربي، وانتقاص صريح من حقه التاريخي والسياسي في تقرير مصيره واستعادة دولته.
وقال أبو عماد، في تغريدة على منصة إكس رصدها محرر شبوة برس، إن الراشد تعامل مع القضية الجنوبية كملف سياسي تابع ومحكوم بسقف إقليمي، لا كقضية شعب يمتلك إرادة جمعية مستقلة، مشيرًا إلى أن هذا الطرح يتناقض مع أبسط مبادئ الليبرالية التي يفترض أنها تقوم على احترام إرادة الشعوب وحقوقها غير القابلة للتصرف.
وأوضح أن المقال اختزل الجنوب العربي بكل تاريخه ونضاله وتضحياته في إطار المجلس الانتقالي الجنوبي، ثم قيّد هذا الإطار باعتباره أداة وظيفية لا تعكس سوى ما يُسمح به إقليميًا، وهو ما يفرغ فكرة الإرادة الشعبية من مضمونها، ويحوّلها إلى تفويض مشروط قابل للإلغاء في أي لحظة.
وأشار أبو عماد إلى أن الأخطر في طرح الراشد يتمثل في نزع حق تقرير المصير من أساسه، عبر ربط مستقبل الجنوب العربي برضا السعودية وشروط الشرعية اليمنية، معتبرًا أن ذلك يمثل وصاية سياسية صريحة على شعب قدّم آلاف الشهداء دفاعًا عن هويته وحقه في الوجود السياسي المستقل.
ولفت إلى أن المقال حمل رسالة تهديد مبطنة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، من خلال التلميح بمصير عبدالله السلال، بما يوحي بأن الخروج عن المسار الإقليمي المرسوم يقود إلى الإقصاء، مؤكدًا أن هذا الخطاب لا يستهدف شخص الزبيدي فحسب، بل الإرادة الجنوبية برمتها.
وأكد المحلل العُماني أن الدول لا تُمنح ولا تُصنع في غرف القرار الإقليمي أو الدولي، بل تولد من إرادة الشعوب الحرة، مضيفًا أن الجنوب العربي لم يعد يسأل عن حقه في الحياة، بل ينتزع هذا الحق بإرادته وتضحياته.
واختتم أبو عماد تغريدته بالتأكيد على أن شعب الجنوب العربي، كما قال الشاعر أبو القاسم الشابي، “إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر”، مشددًا على أن الجنوبيين يريدون حياة الدولة والكرامة والسيادة، لا حياة الوصاية ولا التبعية.