قال الصحفي اليمن فكري قاسم أن الوسيط ‘‘علي محسن‘‘ دفعت له "سلطنة عمان" مبلغ 15 مليوناً ريال عماني , نظير وساطته في الإفراج عن الرهينتين الهولنديين " جوديث سبيخل وبوديان برندسن" قبل أقل من أسبوعين .
جاء ذلك في مقال نشرته له صحيفة " اليمن اليوم" التي تصدر في العاصمة اليمنية صنعاء .
ومضى قاسم في مقاله :
• العالم يطلق أقماراً صناعية ومركبات فضائية، واحنا في اليمن كل شوية نطلق سراح مخطوف بعد مخطوف.
ما فيش حد أحسن من حد ، وكل واحد يطلق على سالف بلاده .
• عصر الإثنين الفائت ، أطلقت دبي قمرا اصطناعيا جديدا خاصا بها (الخبر خرط طبعا ) واليمن أطلقت القمر "محمد منير هائل" ولم يتم ذلك عبر نايل سات أو عرب سات ، بل عبر وسطاء محليين – كالعادة - وهناك الآن إجراءات جدية لإطلاق القمر الإيراني " أحمد نور" وهو الدبلوماسي الذي اختطف من قلب العاصمة هذا الشهر .
• بصراحة عاجباني " قوي" الإجراءات البرتوكولية العالية التي تتم فيها عمليات الإطلاق وتحرير المخطوفين ، تماما كما حصل في حادثة إطلاق القمرين الهولنديين " جوديث سبيخل وبوديان برندسن" قبل أقل من أسبوعين .
• كان الوسيط " علي محسن" ودفعت "عمان" مبلغ 15 مليوناً – بالتأكيد ريال عماني - وقبلها كان معالي وزير الدفاع قد حضر مفاوضات إطلاق القمرين الهولنديين بصحبة ممثل عن الأمن القومي (!) ، ولكنهم نسوا – للأسف - ما يأخذوا معهم ممثلاً عن وزارة الداخلية، وآخر عن المراسيم الرئاسية وحرس شرف يستقبلوا الخاطفين بموسيقى مارش .
• شخصيا أنا زعلان جدا من معالي وزير الدفاع الموقر لأنه – أثناء تلك المفاوضات المهمة - لم يتبادل مع الخاطفين الهدايا التذكارية والشعارات البرتوكولية ، كما هو متعارف عليه في كل المحافل الضخمة .
وأتوقع في المرة القادمة أن لا يفوتوا فرصة كهذه ،خصوصا وأن فرص الاختطافات في اليمن وفيرة ، وما يقطع الله على والف أبدا .
• الخاطف في اليمن بالمناسبة لا يختبئ ولا يهرب ولا يشعر بأي خطر ، ولا يخطر على باله أبدا أن هناك إجراءات عقابية ، ولكأنه – فقط- يمارس هوايته ، ويلعب مع جهات الضبط " استغماية " مدركا أن تلك الجهات ستكتفي في نهاية المطاف وتقوله : مكشووووف ! ليبدأ معها مفاوضات القبض والتسليم !
• الاستغماية - بالمناسبة - لعبة مسلية جدا ،كلنا لعبناها واحنا صغار ، ولكننا لم نكن نعرف أبدا بأنها ستكون لعبة عائداتها مغرية .
وعاجبني أكثر – بصراحة- حرص الجهات الأمنية - لا أقول عدم ملاحقة الخاطفين ووضعهم في قوائم سوداء لا سمح الله – بل عاجبني تعاملهم المحترم مع اللاعبين .
إذ هي لا تفضّح بهم أبداً سوى بنشر صور لهم أو حتى بنشر أي تهديدات لهم حتى يخيل للواحد منا أن الحكومة المحترمة عندها خطة – مثلا مثلا - لوضع صور الخاطفين في أقرب وقت على العملة النقدية ، كأقل تقدير لدورهم الوطني الضخم .
ما دراكم ما عند الله .
أو هناك احتمال ثاني ، وهو أن الخاطفين بسلامة أرواحهم، يعتبرون من الأسرار القومية للبلد مثلا ، والحكومة لا تريد أن تفضح شيء عن ذلك . وهذا شيء عظيم للأمانة .
• الحمد لله يا شباب ، صار عندنا أسرار مهمة ينبغي التحفظ عليها . وإذا كانت إسرائيل – مثلا- عندها مفاعل "ديمونه " فنحن عادنا احنا أخطر و عندنا مفاعل " خطفونه " لكن بحجر الله أصه ..خلو الموضوع سكتم بكتم ، خصوصا وأن أمريكا لو عرفت بـمفاعل "خفطونه " هذا ، حرام ما تسيبنا في حالنا .. وبكره بعده وقد هي تطالبنا - جنبا إلى جنب كوريا وإيران - بنزع سلاحنا النووي ، والمثل المصري يقول " داري على شمعتك تقيد ".