وقفة امام بعض الاحداث في الجنوب واليمن

2014-03-16 06:48
وقفة امام بعض الاحداث في الجنوب واليمن
شبوة برس- خاص عدن - لندن

 

 

في الاسابيع الاخيرة شهد الجنوب واليمن الشقيق عدة احداث وتطورات تستد عي الوقوف امامها والتعليق عليها بعجالة

 

1- تبادل الاسري بين الجيش اليمني والحراك الجنوبي

 

للمرة الاولي حسب علمي يتم تبادل الاسري بين مؤسسة الجيش اليمني والحراك الجنوبي في الضالع والاتفاق بينهما علي هدنة .

 

تكمن اهمية هذا الخبر في توقيته وطابعه الرسمي لكون احدي هيئات الدولة تتفاوض وتبرم اتفاقا مع مكون رئييسي للحراك الجنوبي يتميز في مشروعيته وتمثيله للثورة الجنوبيةعن الافراد والمكونات الصغيرة التي شاركت في حوار صنعاءوقد يكون توقيت هذا الحدث مرتبط باالاعتراف غير المسبوق للامم المتحدة في قرار مجلس الامن الدولي الاخير برقم 2140 لعام 2014 الذي ذكر بالاسم للمرة الاولي بحركة الحراك الجنوبي الذي اهاب بالحراك وحركة الحوثيين الي المشاركة البناءة في عملية الانتقال السياسي ونبذ اللجوء الي العنف لتحقيق اهداف سياسية وربما الجانب الرسمي للدولة جسد الاعتراف الدولي بحركة الحراك الجنوبي علي المستوي المحلي اليمني .

 

وفي سجل تاريخ الثورات كاالثورة الجزائرية والثورة الفلسطينية اعداد الاسري

في مرحلة التبادل من جانب الثوار يفوق اعداد الثوار اضعاف اضعاف عدد جنود السلطة وفي حالة الضالع بلغ عدد افراد الجيش 30 شخصا مقابل افراج السلطات عن 37 من افراد الحراك اي بفارق بسيط .

 

واتمني في المستقبل لو جرت عملية مشابهة ان يصدر الحراك بيانا صحفيا يشير ان الصفقة تمت وفق اتفاقيات جنيف لعام 1949 احداهما متعلقة بتبادل الاسري والتي سبق ان صادقت عليهاجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية

 

2-حلف قبائل حضرموت اطلق من جانبه سراح 12 ضابط وجندي

 

بعد تسلمه عدال التحكيم في قضية مقتل الشيخ الشهيد سعد بن حبرش ومرافقيه وذلك بناء علي توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي رئىس الجمهورية ولكن هذه التهدئة صاحبها في الوقت نفسه تواجد عسكري مكثف في الاراضي الحضرمية ومخاوف ان يكون ذلك تمهيدا لعمليات قادمة لاخماد والقضاء علي الهبة الشعبية

 

3-عرقلة زيارة بعثة المفوضية السامية لحفوق الانسان للضالع

 

 

بحجة عدم قدرة السلطة ضمان امنهم في زيارتهم للضالع والسؤال لماذا سمحت السلطات بقدوم افراد البعثة الاممية الي اليمن وهل الحراك الجنوبي هو من سيعرض امن وسلامة افراد البعثة الذين قدموا للتحقيق حول الجرائم ضد الانسانية التي ارتكبت ضد المدنيين المسالمين من قبل الجيش اليمني .

 

الا يعني عدم السماح للبعثة بزيارة الضالع يعني عدم احكام السلطة المركزية في صنعاء السيطرة علي بعض وحدات الجيش مما سيكون ذلك مبررا يضرورة توفير حماية دولية لشعب الجنوب من الانفلات العسكري رالامني في الاراضي الجنوبية

وقد صادف هذا الرفض للبعثة الاممية لزيارة الضالع صدور بيان من قبل هيومن رايتس ووتش يندد باستخدام قوات الامن اليمنية القوة المفرضة ضد متظاهرين سلميين في عدن يومي 20-21 فبراير 2014 الذي اسفر عن مقتل متظاهر واصابة

 

5 مطالبة الحكومة ان تسارع الي اجراء تحقيق محايد ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات .

 

وهنا نتسائل الا يجدر بالامم المتحدة مع تكرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان والجرائم ضد الانسانية التي ترتكب في الجنوب ضد الشعب الاعزل ان توفر الامم المتحدة له الحماية الدوليةوان تقرر فرض عقوبات وفق مانص عليه قرار مجلس الامن برقم2140 لمعرقلي العملية الانتقالية ومخرجات الحوار بان تطبق عقوبات ايضا علي معرقلي قيام منظمات حقوق الانسان كبعثة المفوضية السامية لحقوق الانسان من زيارة الضالع ؟؟؟

 

4- التاكيد علي النضال السلمي بشكل مطلق

 

لتحقيق الحراك الجنوبي اهداف الثورة الجنوبية وهو ما تسعي اطراف في السلطة علي الصاق بعض الاعمال الارهابية والعنف المسلح علي الحراك الجنوبي ليفقد طابعه الحضاري والمدني

 

ان اقرار النضال السلمي لتحقيق اهداف التحرير والاستقلال لا ينتفي مع حق الدفاع عن النفس المشروع دوليا وعلينا في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة للقضية الجنوبية الا نتباه لمسميات بعض العمليات النضالية فعلي سبيل المثال اطلقت مؤخرا اسم كتائب شهداء الجنوب لماذا اذا كان ذلك لابد منه بان تسمي بكتائب شهداء الجنوب (للدفاع عن النفس ) وعبارة الدفاع عن النفس يجب الصاقها باي مكون مستقبلا الهدف منه اظهار التمسك بالنضال السلمي وفي الوقت نفسه امام ظروف وحالات معينة اعطاء رسالة استعداد الثورة الجنوبية عدم وقوف ها مكتوفة الايدي دون الدفاع عن نفسها عند الضرورة

 

 5-تقدم الحوثيين ووصولهم علي مشارف صنعاء وضرورة تحديد موقف الثورة الجنوبية منهم هل انتصارهم سيكون داعما في التعجيل باستقلال الجنوب واستعادة دولته ام هم لا يختلفون عن بقايا القوي اليمنية تجاه الجنوب وهذا يستدعي التفكير والتامل دون اصدار احكام مسبقة ومستعجلة ؟؟

 

6-الخلاصة

--------

القضية الجنوبية تحقق تقدما في تفهم الاقليم والعالم حول عدالة ومشروعية مطالبهم المسالة لا تقتصر علي المبادئ فحسب بل هي مرتبطة بالمصالح للقوي الاقليمية والدولية انظروا الي اختلاف مواقف الدول الكبري باختلاف مصالحهم بالامس وقفت الولايات المتحدة وبعض الدول الاوربية الي جانب حق كوسوفو في تقرير المصير واستقلالها ووقفت روسيا وصربيا وبعض حلفائهم ضد استقلال كوسوفو واليوم في الازمة الاوكرانية تدعم روسيا الاستفتاء علي الانفصال لمواطني شبه جزيرة القرم للانضمام الي روسيا بينما الولايات المتحدة والغرب يدعم بقائها جزءا من اوكرانيا في الوقت الذي سابقا دعمت انفصال كوسوفو عن صربيا واعترفت بها كدولة مستقلة الشىء الاكيد ان استقلال الجنوب قريبا لا محالة لانه في الاصل كان دولة مستقلة عضوا في الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخري ويموقعه الاستراتيجي الهام للعالم يجعل المجتمع الدولي يجمع علي اهمية استقرار هذه المنطقة بوجود دولة مدنية دولة سيادة القانون ولن يتاتي ذلك الا في اطار الجنوب لحاجة اليمن مريدا من الزمن حتي تسود فيها دولة سيادة القانون

 

* د محمد علي السقاف - لندن