متى يستفيق هؤلاء ويدركوا ان الاقلمة فاتها القطار منذ اول رصاصة قتلت جنوبي في الشمال ومازالت حتى اليوم تقتلهم في الجنوب ايضا.

2014-04-17 18:19
متى يستفيق هؤلاء ويدركوا ان الاقلمة فاتها القطار منذ اول رصاصة قتلت جنوبي في الشمال ومازالت حتى اليوم تقتلهم في الجنوب ايضا.
شبوة برس- خاص عدن - لندن

 

تحت عنوان " لا يوجد حكيم ولا حكم في اليمن" كتب الاستاذ لطفي شطارة السياسي والاعلامي المعروف .. فمتى يستفيق هؤلاء ويدركوا ان الاقلمة فاتها القطار منذ اول رصاصة قتلت جنوبي في الشمال ومازالت حتى اليوم تقتلهم في الجنوب ايضا.

 

وقال .. يقول البعض ان اليمن ستنجح بالنظام الفيدرالي وستحد من سلطة المركز ..

بعضهم بالغ في ان تكون اليمن كالإمارات والبعض الاخر شطح بخياله حد المقارنة بإمكانية قيام الولايات المتحدة اليمنية ..

 

وقال الاستاذ شطارة .. فلا يوجد حكيم في اليمن كالمرحوم الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان ولا نظام حكم دولة لمقارنته بنظام الحكم الامريكي ..

 

اليمن للاسف تريد الانتقال من نظام اللا دولة الى نظام الاقلمة ..

قد يقول كثير من المروجين لنجاح نظام الأقاليم في اليمن ان البلاد بحاجة الى وقت للانتقال الى التطبيق الكامل لسلطات الأقاليم ..

 

ولكن هذا يريد دولة قوية ورجل حكيم يستطيع ضم الكل لا ان يتحول الكل خصوم له كما هو حادث اليوم في اليمن التي استدعت قرارا وحشدا سياسيا دوليا غير مسبوق يتضمن إمكانية استخدام القوة لا الحكمة لفرض هذا النظام السياسي الجديد الذي يأتي متأخرا اكثر من ٢٠ عاما من حرب اجتياح الجنوب من قبل عصابة الحكم في الشمال ..

 

ترسخ نظام الامارات وتطوره الى ما وصل اليه اليوم كان بحنكة رجل حكيم لملم الأمة ومنح كل ولاية منذ وقت مبكر حرية التنافس بعيدا عن الوصاية او تركيعها باستخدام القوة.

 

اذ تقول ويكيبديا المعلومات انه وفي سنة 1968، أعلنت بريطانيا عن رغبتها في الانسحاب من جميع محمياتها ومستعمراتها شرق المتوسط في نهاية سنة 1971.

 

وهو ما كان يمكن أن يسبب خللا سياسيا واستراتيجيا في المنطقة لو لم يستعد أبناؤها لاستلام زمام الأمور وبالصورة الصحيحة، وبدأت تتبلور فكرة الاتحاد في اجتماع عقد بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في قرية السميح الحدودية في 18 فبراير 1968 واتفقا على أن أفضل السبل أن يقوم اتحاد بينهما وأن يدعوا الإمارات الخليجية إلى هذا الاتحاد، وهو ما تم بالفعل، وقد وجهت الدعوة بالإضافة إلى الإمارات السبع إلى كل من إمارتي قطر والبحرين.

 

وتمت الدعوة لاجتماع في دبي لبحث مسألة إنشاء اتحاد بينهم.

وانعقد الاجتماع ووافق الجميع على أن تشكل لجنة لدراسة الدستور المقترح.

 

لكن ما لبثت أن فشلت هذه المحاولة، وأعلنت كل من قطر والبحرين عن استقلالهما معلنتين عن سيادة كل منهما على أراضيها.

وبالفعل نالت كل دولة منهما الاعترافات العربية والدولية.

 

واصلت الامارات بناء نفسها معتمدة على بعض الثروات النفطية تحت قيادة رجل تتجلى حكمته شامخة حتى اليوم ..

في اليمن الوضع صعب للغاية فتشابك المصالح بين المؤسسة القبلية والعسكرية التي لا تتكيف مع الدولة بمعاييرها السياسية ومؤسساتها المدنية ..

 

ناهيك ان الشرخ السياسي الذي فرضته سياسة الوحدة او الموت بين الجنوب والشمال تجعل ليس من الصعوبة فحسب بل ومن المستحيل ايضا تأسيس نظام اتحادي كالإمارات ، ناهيك عن قيام ولايات شبيهة بالولايات المتحدة الامريكية كما يحلم في الظهر المتخمة كروشهم بأموال الفساد ويريدون نظاما يمنيا كالحلم الامريكي ..

 

في كلا الحالتين يعيش المروجون لنظام الأقاليم في اليمن حلم لن يفيقوا منه الا على وقع الكارثة لانهم وببساطة بعيدين كل البعد عن الواقع الذي يزداد تعقيدا يوما بعد يوم ..

فمتى يستفيق هؤلاء ويدركوا ان الاقلمة فاتها القطار منذ اول رصاصة قتلت جنوبي في الشمال ومازالت حتى اليوم تقتلهم في الجنوب ايضا.

 

( صور توضح شبك الحدود الفاصلة بين إمارتي الشارقة ودبي )