سأحدثكم من معانات أمرأة جنوبية من شعب في الجنوب نشأت على ان القات عيب على المرأة في مجتمعها والرجل فيه منع من تعاطيه بالقانون بغير يومي الخميس والأثنين تمهيدا لمنعة نهائيا فكان يتم التبليغ عن من يكتشف انه يتعاطاه ويعتبر جرم يرتكب ويسجن من قبل السلطات الامنية علية ، وقد كانت الدولة تقوم بأعطاء الامتيازات للمزارعين لاستبدال هذة الشجرة بأشجار البن وشجرة القطن وتعمل على ضمان تسويق المحصول وتصديرة ..
القات آفة بدأنا نعاني منها نحن ابناء الجنوب من بعد الوحدة المشؤومه مع الشمال عام 1990 فقد أصبحت عادة لتمضية وقت الفراغ الطويل في يوم رجالنا وشبابنا بعد تسريح كوادر الجنوب المؤهلة من وظائفهم وأستبدالهم بكوادر شمالية ذات توجه وانتماء سياسي يخدم النظام ويكون أداة هدم لكل ماهو أيجابي في مجتمعنا الجنوبي وصولاً الى حرمان شباب الجنوب من التعليم بعد أن أخلي من مضمونه لتصبح العملية التعليمية شكلية ذات بعداً ضعيفاً في مخرجاتها أقترب بنا من الأمية المبطنة، وذلك بأفراغ المناهج التعليمية من الأبعاد الوطنية والتاريخية والتربوية وتصفية الكادر التربوي المؤهل من مدارسنا ، ليصبح شبابنا عاجزين عن أنتزاع حقهم في التعليم الجامعي أمام الشباب القادم من الشمال للأستيلاء على مقاعد الدراسة في جامعات الجنوب ليحتسبوا خريجين جنوبيين لهم الحق في الحصة الكبرى بالتوظيف في الجنوب أمام نسب ضئيلة لشبابنا مما أدى ألى عملية تهجير منظم للشباب بالتسرب من مقاعد الدراسة والذهاب الى الأغتراب نتيجة قلة فرص العمل للجنوبيين حتى بعد التخرج ومنح فرصهم لكوادر شمالية وتوطينهم بقرارات سياسية الغرض منها أحلال شعب بهوية وثقافة شمالية تطمس خصوصية الهوية الجنوبية وثقافتها ، بحيث تم تسهيل انتقال الكثير من الأسر الى الجنوب بمنحهم أراض هبة بالمجان في الجنوب ودفع الاغراءات المالية لهم ـ ونحمد الله هنا على الطقس الحار فهو الذي لم يساعد ابناء الشمال كثيرا على أستيطان مدننا الجنوبية بأعداد كبيرة ومؤثرة لتعودهم على الطقس البارد ـ
النظام الفاسد كيف يمكنه ان يسود المجتمعات السوية مالم يشجع على قهر الرجال و أنتشارالجهل والآفات والمخدرات ليحكمون شعب ذليل مخدر ومغيب عن بناء وطنة وعن أدراك جرائم النظام التي تحدث في حق أبنائهم وثروات بلادهم .
أدخلوا القات بأسعار زهيدة وأوجدوا لها أسواق أكثر من أسواق الخضار والفواكة و سهلوا الحصول على المخدرات لأطفالنا على أبواب المدارس الابتدائية على أنها حبوب الشجاعة التي تجعل منهم أقوياء عبر رجال أمن شماليين مكلفين لهذة المهمة .
كنا في الجنوب نتعلم ونجد ما تتغذى به عقولنا ونمتلك القناعة كشعب مسالم متعايش مع الجميع نكتفي بما يسكت جوعنا وببساطة ما يستر أجسادنا , آبائنا نجدهم بيننا يقضون أوقاتهم معنا أما على شواطيء بحار الجنوب الجميلة أو في حدائقها ومتنزهاتها مما أوجد في نفوسنا الانتماء والحب لكل ذرة تراب وقطرة ماء في وطننا الغالي الجنوب وكنا نشعر بالسعادة دون الحاجة الى مال وفير ولا نبحث عن الترف ..!!،
بعد الوحدة المشؤومة أصبحنا نرى القهر في عيون رجالنا من ذل البحث عن ما أصبح أولوية الآباء من هم توفير لقمة العيش لأسرهم ولابنائهم وتوفير مايمكن أن يسترون به أجسادهم وأصبح القات وسيلة هروب من واقعهم الى عالم يحلمون بة بما يريدون ان يكونون علية فأدمنوا الحلم وأجادوا القول وأبتعدوا عن الواقع والفعل المجدي لهم ولمستقبل أبنائهم فنشأت أجيال لاتعرف الانتماء الى الوطن وتفتقد فيما بينها الى المواطنة الاخلاقية والنفسية والأنتماء المشترك .
فليتها تعود الينا روح أيام الجنوب ويعود الآباء الى أبنائهم ليستنشقوا عبر انفاسهم الأنتماء الحقيقي نصحح عبرة أخطاء مامضى وانطوى ونجعل الماضي عبرة نتعلم منه كيف نحب الجنوب ونحافظ على اللحمة الوطنية لكل الجنوبيين ..
هي ثرثرة أمرأة جنوبية ، لكنني أشعر بأرتياح لمجرد تمكني من أخراج هم كنت أختزنة بداخلي دون أن أعي انه سبب ألم كبير من تراكمات لواقع عشناة خارج وعينا وأدراكنا بدأت أرى ان له حل ويمكن أفراغة عبر الكلمات وتخفيف شيء من ألم النفس ..
* جوهره حسن صالح