فصائل الإسلام السياسي : حيث ‘‘ الحياد خيانة، والصمت شهادة زور‘‘ !

2014-05-21 13:50
فصائل الإسلام السياسي : حيث ‘‘ الحياد خيانة، والصمت شهادة زور‘‘ !
شبوة برس - متابعات صنعاء

 

لو أن الحرب الراهنة التي يشنها الجيش ضد القاعدة والإرهاب، كانت ضد الحوثيين، مثلاً، لانخرطت فيها بعض فصائل الإسلام السياسي، بمرجعياتها وخطبائها وصحفها ومسلحيها وجامعي تبرعاتها وأنشطتها المختلفة.. بحماس منقطع النظير، كما حدث خلال نكبة (94م) ونكسات الحروب على صعدة..!

 

لو كانت كذلك لرأيت علماء الدين يصدرون الفتاوى الحارة والبيانات المنفعلة التي تؤيد الحرب، وتدعو إلى الجهاد فيما سيسمونها الحرب المقدسة!.

 

«الزنداني» من جهته سيرسل مجددا بعض مليشيات جامعة الإيمان للمشاركة فيها، وسيصدر باسم هيئة علماء اليمن فتوى وبيانا يعتبر فيه الجهاد ضد الرافضة فرض عين، دون أن ينسى الدعوة إلى التبرعات، كما سيصدر العلامة الكبير والمفتي الشهير عبدالوهاب «الديلمي» فتوى جهنمية تجيز قتل أطفال ونساء صعدة أسوة بنساء وأطفال الجنوب في فتواه الشهيرة صيف 94م.

 

لكن الحرب الراهنة ليست ضد عدوهم، أو ضد طرف سياسي يهدد مصالحهم، بل ضد عدو الشعب، وضد طرف يهدد أمن وسيادة الوطن، ومصالحه العليا، لذا التزموا الحياد ولاذوا بالصمت.. !

 

التزموا الحياد ولاذوا بالصمت.. في اللحظة الوطنية الحرجة، حيث الحياد خيانة والصمت شهادة زور، ولولا أن الإرادة الإقليمية والدولية، والتيارات السياسية والرأي العام في اليمن، يساندون القيادة السياسية والجيش في الحرب ضد الإرهاب، لأعلنوا عن موقف منحاز للقاعدة، أو على الأقل مناهض، للحرب على الإرهاب.!

 

إملاء الديلمي: رجل دين كبير ومفتٍ شهير مثل عبدالوهاب الديلمي، هو بالضرورة ضليع في اللغة والكتابة، بحيث لم يرد في فتواه الشهيرة عام 94م أي خطأ إملائي، أما ما ورد في منشوره الشهير الأخير على صفحته في الفيسبوك، بشأن معارضته الحرب على القاعدة وموقفه السلبي من الحرب على الإرهاب، فالأرجح أنها ليست مجرد أخطاء إملائية، أو مطبعية، بل تصرفات كتابة متعمدة لها مغازيها ودلالتها.

 

مثلاً قطع الرجل همزة الوصل في كلمات مثل: الاقتصاد، الاعتراض، الالتفات، ووصل همزة القطع في كلمات مثل: إلى، الأولويات، الإبادة.. هكذا كتبها.!

قطع ما حقه الوصل ووصل ما حقه القطع، في الكتابة هنا، يحيل إلى قطع ما حقه الوصل ووصل ما حقه القطع، في السياسة، وحتى لو كانت فلتات لسان أو كيبورد تظل دالة أيضا على أشياء يريد أو كان يريد الرجل قولها، في علاقته وموقف حزبه من الحرب الدائرة على القاعدة، والتي أجبرته بوعي أو بدون وعي أن يكسر من أجل «القاعدة» قواعد اللغة والإملاء.

 

* د صادق القاضي

*اليمن اليوم