تحدث السلطان عبدالله بن محسن الكثيري في بيان تلقى "شبوه برس" نسخة منه تطرق فيه الى عدة نقاط منها الحقوق الحضرمية وفي مقدمتها الإقليم الحضرمي المستقل الذي يواجه معركة شرسة من قوى الانقلاب والتمرد في الشمال وأزلام النظام الشيوعي الاشتراكي الأسبق في الجنوب
الكثيري : القضية الحضرمية ملفا حاضرة ومستقلا عن الشمال والجنوب في كل المحافل الدولية وعلى وعلى الحضارم أن يرفعوا أصواتهم ويتمايزوا بمطالبهم ولا يلتفتوا للمشككين بعدالة قضيتهم ومشروعية مطالبهم
الكثيري : لايقف بين انطلاق حضرموت للنهضة والاعمار والأمن والاستقرار إلا قرار الرئيس بإعلان تدشين إقليم حضرموت وتمكين الحضارم من إدارة شؤونهم وحكم إقليمهم
السلطان الكثيري : مواقف الملك فيصل رحمه الله في دعم ومساندة الحضارم واستعداده لاستعادة الشرعية الحضرمية من الجبهة القومية المحتلة لحضرموت تذكرنا اليوم بمواقف الملك سلمان حفظه الله
(نص البيان )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلي وإخواني في حضرموت الوطن والمهاجر ...
المكونات السياسية والاجتماعية والقبلية والفكرية والشبابية المستقلة في حضرموت الخير والعطاء ...
الوجهاء والأعيان والكوادر والنخب الإعلامية والثقافية والسياسية في حضرموت الحضارة والأصالة...
المناضلين والناشطين والمقاومين في حضرموت الحرية والاعتدال ...
الشعب الحضرمي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، وبعد:
إن المنطقة في جنوب الجزيرة العربية مرت بمنعطفات ومتغيرات تاريخية كثيرة آلت إلى هذا الواقع المرير وكان ذلك نتاج خطايا وجرائم عديدة ارتُكبت في شمال اليمن أو جنوبه تأثرت حضرموت منها واصطلت من نارها مكرهة ومجبرة وأصبحت ضحية صراع بين اليمنين انفسهم لمصالح قياداتهم ومسئوليهم وعلى الدوام وحضرموت لا ناقة لها في كل ذلك ولا جمل.وفي نهايات حروبهم تصبح حضرموت جائزة للمنتصر فيهم للاسف الشديد.
ورغم هذه المآسي الممتدة منذ خمسين عاماً يخرج الأمل من رحم الحزم بقيادة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ــ حفظه الله ورعاه وسدد على الحق خطاه وأبقاه ذخرا لوطنه وشعبه وجواره الحضرمي وأمته العربية والإسلامية ــ وكما أننا لم نيأس طيلة العقود المنصرمة إلا أن التفاؤل بحل عادل ومنصف ولو بحد معين نعتبره مرحلي لحضرموت قد لاح بريقه وأشرق نوره ؛ مما يجعل المهمة جسيمة والمسؤولية عظيمة واليقظة مطلوبة حتى لا تُختطف النتائج وتُجير المكاسب لصالح من اعتاد الاستثمار والصعود على هموم وآلام أهلنا في حضرموت ليُبقي حضرموت رقما تابعا لشمال اليمن أو جنوبه.
ومن هذا المنطلق نؤكد أن حضرموت ظُلمت كثيرا وكثيرا نُهبت حقوقها وسلبت مقدارتها واغتيلت إرادتها ، ومن حقها ان تكون دولة مستقلة امتداداً لما كانت عليه في عهودها السابقة حتى جاءت بريطانيا واغتالت دولة حضرموت المستقلة فأضعفتها ثم قسمتها ثم سلمتها بطريقة أو أخرى لليمن الجنوبي والذي كان من أول خطاياه طمس الهوية الحضرمية المستقلة ثم تسليم حضرموت بلا قيد وشرط لليمن الشمالي حتى آلت أمور حضرموت الحضارة والوسطية والخير إلى ما نحن عليه اليوم.
أهلي وإخواني شعب حضرموت في الوطن والمهاجر إن مجريات الأوضاع الراهنة وتسارع الأحداث وتقلباتها تحتم عليّ الوقوف بينكم لأشارككم الألم وأقاسمكم الأمل .
1. لست بحاجة للتذكير بمواقفي السابقة في اجتماعات القاهرة مع سفراء المجموعة الأوربية والبعثات الأممية وكذلك الاجتماع المنعقد في مقر أمانة مجلس التعاون الخليجي وغيرها من اللقاءات والاجتماعات في التصدي لمحاولات أخوتنا في الجنوب اليمني من إلغاء وإقصاء الصوت والمشروع الحضرمي المستقل واختطافه وتهميشه وإدخاله ضمن العباءة الجنوبية ، دون احترام لهذه الهوية ولهذا الشعب، وأؤكد لكم أن حضرموت اليوم كما هي بالأمس قضية مستقلة ورقماً صعباً وملفا حاضرا بكل قوة في جميع الهيئات والمحافل الدولية والإقليمية استطعنا مع غيرنا أن نوصله للمعنيين اليوم بحل الأزمة وإيجاد التسوية سواء في إطار الشرعية اليمنية أو التحالف العربي أو المجتمع الدولي ومتى ما أظهرتم تمسككم بقضيتكم المستقلة في جميع المنابر والوسائل الإعلامية والسياسية أضفتم لقضيتكم عمقاً وقوة وصلابة ، وفي هذا السياق وامتدادا لمواقفي السابقة أؤكد لأهلي في الوطن والمهاجر على رفضي دعوة مشايخ ووجهاء مشيخات وإمارات الجنوب العربي المؤخرة للانضمام ضمن تحالفهم المسمى بتحالف القوى الجنوبية ، بل واستنكرت الاستمرار في انتهاج مثل هذه المشاريع التي تهدف إلى تقزيم حضرموت واختطافها ومصادرة حقوق أبناءها وضمها إلى جنوب غير شرعي قيدت حضرموت مجبرة مكرهة في عام 1967 إليه مع رفض حضرموت قبل ذلك الانضمام لاتحاد إمارات الجنوب العربي ، مؤكدا لهم أن جميع الحضارم بكافة توجهاتهم سيقفون بكل ما أوتوا من قوة للتصدي لمحاولات جنوبة حضرموت أيا كان مصدرها وإننا لن نقبل بتكرار الماضي الأليم ولن ندع أهلنا يقابلون سياسات الفرض فقد علمنا التاريخ أنه بوسعنا أن نفعل الكثير وأن تكرار تجربة اليمن الجنوبية وحزبها الاشتراكي في ضم حضرموت للجنوب ضرباً من ضروب الخيال والوهم قد تعداه الزمن وعفى عليه الدهر، ولم اتوقع ان ينتهج الاخوة سلاطين ومشايخ الجنوب نفس نهج الاشتراكيين في تقزيم حضرموت وتجاهل صوت اهلها الذي سمعوه مني شخصيا ومن كل ابناء حضرموت وشعبها، واني لادعوا لهم بالهداية والنهج الصائب .
وهذا لا يعني أننا ضد أن تتكلل جهود إخواننا من مشايخ وأعيان مشيخات الجنوب العربي بالنجاح وأن يوفقوا لتحقيق آمال أهلهم وشعبهم وأرضهم وبما لا يتصادم مع جهود التحالف العربي ولكن في حدود جنوبهم السياسي والتاريخي والمعروف اليوم بإقليم عدن،مؤكدا لهم أنني وجميع المشايخ والوجهاء والأعيان في حضرموت التأريخية بكل مرجعياتها وأحلافها ومجالسها نمد أيدينا للتعاون ولإنشاء روابط اتحاد وتكامل مع إخواننا في الجنوب أو الشمال حتى نكون عونا لشعوبنا فيما يحقق لهم آمالهم ومطالبهم، إن حضرموت اليوم مع وجود مرجعياتها الحضرمية المستقلة وتياراتها السياسية غير التابعة أوالمرتبطة بالشمال أو الجنوب والمطالبة بحقوق حضرموت السياسية والمدنية والعسكرية لا يمكن بعد ذلك وأن يأتي من يدخلها ضمن التبعية الجنوبية أو الشمالية ، وأن من يقدم على مثل هذا الأمر إنما يحجز لنفسه مقعدا مع من ارتضى أن يبيع وطنه وأهله وحقوقهم.
2. ان مخرجات الحوار الوطني من المؤكد أنها لم تعطِ لحضرموت كامل حقوقها ولم تلبِ جميع مطالبها ، لكنه من الخطأ القاتل أن نفرط بما تحقق من مكتسبات لحضرموت وأعني هنا إقليم حضرموت الذي أعاد لحضرموت جغرافيتها وتاريخها وحدودها وحافظ على ديمغرافيتها ، إن التمسك بإقليم حضرموت ليس نهاية المطاف ولا ينتقص من حق حضرموت الشرعي في تقرير مصيرها وإقامة دولتها المستقلة على كامل حدودها التي تشكلت ضمن إقليم حضرموت؛ ولكن التفريط في هذا المكتسب والمنجز بمخرجات الحوار سيكون من المؤكد أنه نهاية المطاف لأي حقوق ومطالب سياسية أو مدنية لحضرموت في المستقبل والتي لم تنجز حتى الآن، والتمسك بإقليم حضرموت كحق خرج من مبادرة خليجية برعاية أممية أولى من التوسل لأطراف جنوبية أو شمالية في الغد القريب أو البعيد حتى تهب لحضرموت هذه الحقوق والتي طالما ظلمت منهم، إن القبول بإقليم حضرموت الفيدرالي المستقل ضمن الدولة الاتحادية هو تقديراً للمبادرة الخليجية ولجهود التحالف العربي وأملاً في تسوية عاجلة للأزمة تلتقط فيها الأنفاس وتتوحد فيها الجهود للبناء والتنمية ويفسح المجال لحلول وتفاهمات أكثر نضجاً في بيئة صحية أكثر استقرارا وآماناً، وقد بات الأمر واضحا وجليا أن جميع المحاولات اليوم التي تهدف إلى إلغاء إقليم حضرموت والعودة بالحوارات للمربع الأول ونسف جميع ما تم انجازه من مخرجات ودستور ضمن المبادرة الخليجية هي بمثابة طوق نجاة للانقلابيين والمتمردين حتى يحققوا ما لم يستطيعوا تحقيقه في انقلابهم وتمردهم لتمكينهم من العودة مرة أخرى وفتح المجال لهم لإطالة الأزمة وتشتيتها نكاية بالشعب المظلوم الذي وقف صفا واحدا ضد بغيهم وتمردهم وإرهاقاً للمجتمع الدولي والإقليمي الذي وقف إلى جانب الشعب المقهور، وما من شك أن خيار إقليم حضرموت ضمن الأقاليم الستة بدد أحلام الواهمين شمالاً وجنوباً باستعادة نفوذهم وسيطرتهم ونهبهم لحضرموت ومقدراتها وإدخالها ضمن تبعيتهم وهيمنتهم، فقد تمايزت الصفوف اليوم وأصبح إقليم حضرموت يواجه معركة شرسة يقودها الانقلابيون والمتمردون في الشمال وأركان وأزلام النظام الشيوعي الاشتراكي الأسبق في الجنوب ومن يسير خلفهم يسير بوعي أو بلا وعي لتنفيذ أجنداتهم.
3. إن الحاجة ملحة اليوم لعقد مؤتمر حضرمي يجمع كل الفرقاء في حضرموت من كل الطيف السياسي والاجتماعي والديني على قاعدة حضرموت أولا ( وأبدى) دائما وأبدا ، وعلى قاعدة حضرموت هوية مستقلة وقسيمة للهوية اليمنية الشمالية و الجنوبية ، ولا بد من التعامل والتكامل والتعاون بالندية المطلقة مع اليمن شماله وجنوبه ، ويجب على كل الوجهاء والحكماء والأعيان التعاون والتداعي لانعقاد مثل هذا المؤتمر في القريب العاجل وتقديم كل الامكانات المادية والمعنوية لإنجاحه وتسهيل العقبات وتقريب وجهات النظر ، إن هذه الظروف التي تعصف بحضرموت اليوم من المفترض أن تقرب بعضنا لبعض فإن تباعدنا وتنازعنا فاعلموا أن المتربصين يرقبون هذه اللحظة لاغتيالكم واغتال وطنكم الذي لن تستيقظوا بعده إلا وقد رسمتم لأبنائكم وأجيالكم القادمة مستقبلا أشد بؤساً وسوءا ووقعتم في الخطأ الذي وقع فيه أسلافكم.
4. إن المسؤولية الملقاة على عاتق السيد رئيس الجمهورية اليمنية الأخ / عبد ربه هادي منصور حفظه الله عظيمة وكبيرة ومثلنا لا يسعه أن ينتكر للمرحلة الصعبة والظروف المعقدة التي يقود فيها الأخ الرئيس البلاد ، إلا أن حضرموت تنتظر منه المزيد ، وينتظرها الكثير وأنه لا يجب أن تكافئها اليوم الرئاسة والحكومة بهذه المواقف والتي تعبر عن عدم اهتمام ولا مبالاة ، لست محتاجاً لإطلاعكم بما تم في
٢٠١٦/٣/٢٤، ١:٥٢ م - باسويد صالح: لقاء جمعني مع فخامته حول حضرموت ، إلا أني مضطرا لإخباركم بأن لا يحول بين حضرموت وانطلاقها لمشروع النهضة والاعمار والتنمية والاستقرار وإرساء الأمن والأمان إلا قرار فخامة الأخ الرئيس بإعلان حضرموت إقليم مستقل بناء على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وإعلان الرياض ومسودة الدستور ومنح الحضارم حقهم في اختيار حاكم إقليمهم وتمكينهم من حكم إقليمهم وإدارة شؤونهم المدنية والخدمية والأمنية والعسكرية والإدارية، وتفعيل دور الكتل النيابية في مجلس النواب ومجلس الشورى الممثلة عن إقليم حضرموت والمجالس المحلية المنتخبة لتمارس المهام الرقابية والتشريعية في إقليم حضرموت وذلك بصفة مؤقتة حتى يتم الاستفتاء على الدستور واستكمال كافة الاستحقاقات المترتبة عليه ، ونؤكد بأن
التسوية السياسية بين الفرقاء السياسيين في شمال اليمن وجنوبه تسعى أطراف عديدة أن تجعلها على حساب حضرموت ، غير أن حضرموت قد اختارت طريقها ومستقبلها بإقليمها المستقل عن الجنوب والشمال ، إن على الحضارم أن يرفعوا صوتهم عاليا ويتمايزوا بحقوقهم ومواقفهم ويقرروا مصيرهم بأنفسهم بمعزل عن الآخرين وحينها سيرى الجميع رجع الصدى من خلال المواقف الإقليمية والدولية .
5. إننا مع شعورنا بحجم التآمر الذي يمارس من قوى
التمرد والانقلاب وأزلام النظام الجنوبي الأسبق وورثته إلا أن الأمر ليس لهم ولا بيدهم وذلك بحمد الله وتوفيقه ثم بوقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الحق ورفع الظلم والتي كانت منذ اللحظة الأول وحتى الآن إلى جوار الشعب الحضرمي، ولازالت مواقف الفيصل رحمه الله في دعم ومساندة الحضارم حين إسقاط دولتهم الحضرمية في عام 1967 تذكرنا اليوم بمواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله ؛ ولو لا وقوف بريطانيا إلى جانب الجبهة القومية المحتلة لحضرموت وقمعها المقاومة الحضرمية بالطائرات وتفرق القادة الحضارم في الرآي للاسف الشديد لسجل التاريخ في صفحاته عاصفة حزم سابقة أبدى فيها الملك فيصل رحمه الله وقتها استعداده لاستعادة الشرعية الحضرمية ومساندة الحضارم في استعادة دولتهم من الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني ، ولا زال الأمل بالله كبير ثم بالجارة الكبرى المملكة العربية السعودية ودول الخليج في دعم ومساندة حضرموت وأهلها لنيل حقوقهم واستعادة مطالبهم من أجل عيش كريم وآمن واستقرار ونهضة وإعمار ينعم به الحضارم على أرضهم وينعكس أثره على إخوانهم في أقاليم اليمن شماله وجنوبه.
حفظ الله حضرموت واليمن شماله وجنوبه من كل سوء ومكروه وحفظه الله المملكة العربية السعودية وجوارنا الخليجي وابقاهم سندا وذخرا ودرعا حصينا لحضرموت ولليمن شماله وجنوبه.
العبد الفقير إلى عفو ربه ومولاه
عبد الله بن محسن بن حسين الكثيري