خبير قانون دولي : بعد إعفاء بحاح تساؤلات حول تعيينات هادي الجديدة ؟؟

2016-04-04 05:49
خبير قانون دولي : بعد إعفاء بحاح تساؤلات حول تعيينات هادي الجديدة ؟؟
شبوه برس - خاص - لندن

 

قال خبير وأستاذ في القانون الدولي أنه شخصيا لم يفاجأ بأعفاء الرئيس هادي خالد بحاح من منصبيه كرئيس الحكومة ونائب رئيس الجمهورية المفاجأة الحقيقية هي في التعيينات الجديدة بتعيين علي محسن الأحمر كنائب للرئىيس والدكتور احمد عبيد بن دغر كرئيس للحكومة

 

وأوضح أستاذ القانون الدولي السابق بجامعة السوربون د محمد علي السقاف بخصوص تعيين علي محسن الاحمر كنائب للرئيس أن هذا التعيين من الصلاحيات الدستورية المطلقة لرئيس الجمهورية  وفق المادة ١٠٥ الفقرة ب “ يكون لرئيس الجمهورية نائب يعينه الرئيس “  وبالتالي يعتبر النائب مجرد موظف كبير للدولة ولا يمتلك أي شرعية كشرعية الرئيس المنتخب من الشعب ,وعليه بأمكان الرئيس في أي وقت عزل نائبه واستبداله بشخصية أخرى .

ومن ناحية أخري ليست للنائب صلاحيات محددة في الدستور اليمني ورئيس الجمهورية وفق المادة  ١٢٤ هو الذي يحددله الصلاحيات التي يسمح له بممارستها حيث تقضي المادة المذكورة “ بأن يعاون رئيس الجمهورية في أعماله نائب الرئيس وللرذيس أن يفوض نائبه في بعض إختصاصاته “ مما يعني ان الرئيس هو الذي يحدد إختصاصات نائبه التي يمكن له ممارستها والأختلاف هنا عن وضعية الرئيس هادي حين كان نائبا للرئيس صالح ان علي محسن الاحمر هو ايضا نائب القائد الاعلي للقوات المسلحة وفق التعيين الرئاسي قبل الاخير ويلتقيان معاً مع  نظام صالح ان الاثنان ينتميان الي المؤسسة العسكرية

 

وتساءل د السقاف : ماذا يعني هذا التعيين الجديد ؟

هذا يعني ان مرحلة الحرب الحالية تتطلب وجود في قمة السلطة التنفيذية قيادات عسكرية  كشخصية علي محسن الأحمر والذي له علاقات واسعة بالقبائل اليمنية مركزي السلطة في اليمن  القبيلة والمؤسسة العسكرية

وجود تخوف مشروع في أوساطنا الجنوبية من خلال المواقف السابقة لعلي محسن الاحمر لارتباطه الوثيق بأسرة ال الاحمر وحزب الاصلاح اليمني المرتبط باالأخوان المسلمين الذين لهم مواقف ومصالح كبيرة في الجنوب يقفون ضد حق تقرير المصير لشعب الجنوب تحت غطاء الدفاع عن الوحدة وفق شعار صالح الوحدة أو الموت

يؤكد هذا التعيين ماذكرته مراراً عن استحالة عودة الرئيس هادي الي صنعاء مجدداً لسببين لانه هو من استدعي قوات التحالف لانقاذ اليمن من التمدد الفارسي ولأنه سني شافعي وليس من المذهب الزيدي فإذا ذهب الي صنعاء سيتم تصفيته ليحل محله نائبه في الرئاسة الذي سيكون مقبولا لحكم اليمن من صنعاء

وبناءاً علي ذلك هناك فرضية سيناريو  ان يتولي بنهاية الحرب علي محسن الأحمر السلطة والرئيس هادي يقوم بالتحضير لاستقلال الجنوب وإستعادة دولته وهذا الأفتراض قد يكون محتملا ً يدخل ضمن تفاهمات خليجية مع اطراف دولية لحل المشكلة الجنوبية وإما هذا  الأحتمال مجرد إفتراض نظري ليس إلا ليس قابل للتحقيق علي أرض الواقع

كتبت في مقال سابق حول المفاوضات القادمة في الكويت إحتمال ترأس وفد السلطة الشرعية علي محسن الأحمر فهل هذا التعيين في هذا التوقيت وقبل انعقاد مؤتمر الكويت  سيعني ان السلطة الشرعية لحسم ادارة الحرب  سياسيا استدعت الحاجة الي تعيين شخصية قوية تتمتع بسلطات لاتخاذ القرارات اللازمة امام وفد الحوثيين وصالح بتفويض رئاسي بهذا المعني ؟؟

 

وحول تعيين الدكتوراحمد عبيد بن دغر كرئيس للوزراء قال د السقاف جاء القرار في الفصل بين منصب نائب الرئيس ورئاسة الحكومة امرا ملحا من الناحية الدستورية لصعوبة الجمع بين الوظيفتين من جهة ومن جهة أخري وهنا ايضا أشرت في مقال سابق ان تعيين الاخ خالد بحاح وحكومته تم وفق إتفاق السلم والشراكة خلافا لنصوص الدستور النافذ الذي خول رئيس الجمهورية الصلاحيات المطلقة في تكليف من يراه مناسبا لتشكيل الحكومة وليس وفق التفاهمات الحزبية التي نص عليها إتفاق السلم والشراكة وعلي كل حال الرئيس هادي نفسه بعد إفلاته من قبضة الحوثيين وذهابه الي عدن الغي قرار اتفاق السلم والشراكة لعدم دستوريته والذي كنا قد أكدناه فور صدوره في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ في مقال كتبته بهذا المعني

 

وضمن التوازنات جاء تعيين الدكتور بن دغر في منصب رئيس الحكومة كجنوبي اولاً وحضرمي ثانياً بديلا لخالد بحاح الجنوبي الحضرمي  إرضاءاً لحضرموت

 

وأختتم د السقاف : في الخلاصة

المرحلة الحالية دقيقة ومفصلية للأزمة اليمنية ولمستقبل الرئيس هادي وللعلاقة مع دول التحالف العربي برئاسة المملكة  العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة

ولمعرفة ابعاد هذا القرار المفاجئي يجب العودة الي الحديث الصحفي للرئيس هادي مع صحيفة عكاظ السعودية  حين سأل عن علاقته بعلي محسن الاحمر اجاب بأن علاقته معه كبيرة “وهو يفهم أصحابه ، وأصحابه يفهمونه وهناك ثلاثة يحكمون اليمن : الشيخ عبد الله الأحمر ، وعلي عبد الله صالح ،وعلي محسن الأحمر  “مؤكدا في إجابة أخري بأنه لا يفشي سره للناس إذا أفشي سري أنتهيت .

 

هل إعطاء الجنوبيين حق تقرير مصيرهم قد يكون احدى المفاجأت القادمة للرئيس هادي ؟؟؟

لوعملها وبإمكانه أن يعملها ضمن صيغ كثيرة ستكون من مصلحة شعب اليمن والجنوب في آن واحد والسلم والأستقرار في الخليج والجزيرة العربية وسيدخل التاريخ دون شك فهل سيعملها سنري القادم إن شاء الله  وتشكيلة الحكومة الجديدة التي لا محالة بتشكيلها من جديد لمعرفة إتجاهات الخطوات القادمة .