الرئيس هادي للشماليين : أما أنا أو العطاس .. قرارات هادي ، مآلاتها وتأثيراتها .

2016-04-06 03:19
الرئيس هادي للشماليين : أما أنا أو العطاس .. قرارات هادي ، مآلاتها وتأثيراتها .
شبوه برس - خاص - عدن

 

قرارات المارشال هادي كانت متوقعة وليست غريبة مطلقا على الأقل بالنسبة لي ، فالمسألة بالنسبة لبحاح طبيعية جدا فقد كان قرار إقالته جاهزا منذ فترة نظرا لاخفاقه وحكومته في تقديم ولو الحد الأدنى مما كان مرجوا منها ، وقد كتبت منشورا في السابق ذكرت انه لم تبق لبحاح إلا خطوة واحدة فقط وبعدها يواجهه مصير "شيك دد" . أما بالنسبة للجنرال العجوز فالتسوية الأخيرة والمساومات السرية التي جرت في الأيام السابقة أدت إلى هذه النتيجة وهي ضرورية وملحة لترتيب البيت الشمالي قبل لقاء الكويت وعلى الجنوبيين أن لا ينزعجوا من هذه الترتيبات .

 

الأمر الآخر أن المارشال هادي يؤكد بهذه القرارات أنه الرئيس للفترة الإنتقالية القادمة بعد أن تخلص من بحاح كخلف مزعوم ومدعوم من مراكز قوى شمالية تعمل على تلميعه وتهيئته وتقديمه كبديل عن هادي بزعمهم في أي تسوية سياسية قد تتم بهذا الخصوص ، وما إعطاء هذا المنصب للجنرال العجوز إلا تأكيد لما أقول وضربة لتلك القوى التي كانت تسعى للدفع ببحاح إلى كرسي الرئاسة ، فكانت عاقبة أمرها خسرا ، بل وتثبت هذه القرارات أيضا أنه لا يمكن أن يكون الرئيس من الشمال أبدا على الأقل في هذه المرحلة ، بل يكفيهم منصب نائب رئيس فقط على أن يبقى منصب الرئيس جنوبيا خالصا من باب كسب ود ورضاء أبناء الجنوب ومحاولة استمالتهم وترضيتهم بأي شكل وبأية طريقة سيما بعد تحرير الجنوب وخروجه من هيمنة وسيطرة مراكز قوى الشمال والتي ستقبل ببقاء هادي ولو مكرهة فلا خيار آخر أمامها ، فأما أن يبقى هادي أو أن يؤتى بشخص آخر جنوبي ومقبول من الشعب الجنوبي وحتما لن يختار الجنوبيون بديلا لهادي يأمنونه على نجاح قضيتهم إلا المهندس حيدر العطاس وهو المكروه الأشد من دوائر القرار في الشمال ومستشار الرئيس حاليا والمسؤول والمخول عمليا بملف الجنوب وسيكون بديلا بطعم العلقم بل والسم ذاته .

 

بمعنى أن هادي لعبها صح ولف الحبل حول رقبة خصومه وأمسك هو بأحد طرفيه وأعطى الطرف الآخر للحبل لخصومه ثم قال لهم أما أن تشدوا أو أن أشد أنا . بمعنى أما انا أو العطاس فيما يتعلق بملف الجنوب ، وبالمقابل وجه بتعيينه علي محسن كنائب له رسالة قوية للشمال وللحوثة بالذات قائلا لهم أما أنا أو علي محسن لملف الشمال وفي الحالتين سيخضعون لهادي كأخف وأهون الشرين .

 

إن قرار تعيين علي محسن نائبا تقتصر تداعياته وأثاره وتأثيراته سلبا أو إيجابا على الشمال فقط ولا تمس أو تؤثر على وضع الجنوب كما يعتقد بعض الجنوبيين ، فهو ضربة قوية أرادها هادي والتحالف في المقام الأول للحوثي تحديدا ورسالة للمخلوع بانك خارج اللعبة مهما حشدت .

 

كما أن تعيين علي محسن في هذا المنصب يعد بمثابة نائب رئيس لشؤون الشمال للمرحلة القادمة لترتيبات ما بعد إنتهاء الحرب ويبقى الرئيس هادي رئيسا للفترة القادمة تنتهي بتنفيذ مخرجات الحوار وانتخاب رئيس جديد يتسلم السلطة من هادي بطريقة دستورية وسلسة . لأنه لا يصح عقلا ولا منطقا أن يتخلى الرئيس هادي عن مهامه في هذه المرحلة الحرجة وسيبارك بقاءه أبناء الشمال ولو على مضض كيف وهم يعلنون أنهم يريدون رضاء أبناء الجنوب وكسب ودهم . كما أن هناك مسألة أخرى وأساس من أسس اتفاقية الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق تبقي الرئيس هادي رئيسا وهي أنه في حال كان الرئيس جنوبيا تكون العاصمة صنعاء وفي حال كان الرئيس من الشمال تكون العاصمة هي عدن وبالطبع سيقبل الشماليون برئيس جنوبي ولن يقبلوا عاصمة غير صنعاء ، لأن في ذلك نهاية لهم ولصنعاء ولكل مدن شمال الشمال .

 

بالمختصر المفيد تعيينات هادي تقول إن اليمن لن يقبل القسمة إلا على اثنين وبرئيس جنوبي في مقابل صنعاء تبقى العاصمة وممثل عنه لشؤون الشمال وآخر لشؤون الجنوب كإحدى النتائج المتوقع أن يخرج بها لقاء الكويت على فرض نجاحه . وإلا فإنها الحرب بين الشمال المنهك المهزوم والمنهزم والجنوب القوي بجيشه وأمنه ورجال مقاومته الأشاوس وأرضه التي سيطر عليها بالقوة وخضبها بدم الشهداء والجرحى من أبنائه .

 

أيها الجنوبيون أطمئنوا ولا تخيفنكم تلك الأصوات وتلك القرارات مهما بلغت ، فجنوب اليوم ليس جنوب الأمس فلا تخشوا شيئا ، وثقوا بنصر الله أولا ثم بقيادة هادي لكم والتفوا حوله ، فالدنبوع العظيم لن يقودكم إلا إلى كل نصر وخير .

 

د. عبدالله محمد الجعري