تواجد تنظيم القاعدة بحذ ذاته لم يكن بمعزل عن سياسة الصفقات التي أديرت فيها اليمن خلال الفترات الماضية من قبل نظام علي عبد الله صالح وحلفائه سواءا الإخوان أو الحوثيين. وبالتالي هذا يفسر سقوط عدد من المدن الجنوبية ومنذ العام 2011 حتى سقوط المكلا في 2015 بيد هذا التنظيم بمبدأ “سلم واستلم”.
خلع الزي الأمني والرسمي للدولة وارتداء الزي الافغاني لا يتطلب سوى دقائق قليلة ومكالمة تلفون تفي بغرض اسقاط مدينة. فالجيش الذي سحق مدن جنوبية على رؤوس ساكنيها، لن يردعه رادع من أن يتحول إلى قاعدة. وهذا وفق تأكيدات شهود عيان وسكان محليين في حضرموت. وإلا سيكون السؤال كالتالي: أين ذهبت ألوية القيادي العسكري الشمالي عبد الرحمن الحليلي المقرب من علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح خلال الفترة الماضية؟؟ ولماذا أوكلت مهمة تطهير المكلا لألفي مجند ومقاوم وشاب حضرمي جنوبي؟
العمليات الأمنية والعسكرية والانتصارات المتتالية التي انطلقت بقيادة عسكرية جنوبية من الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية، وبتنسيق حصري مع قوات التحالف العربي بدأت من عدن وحررت المنصورة وحوطة لحج وتخوض معارك تطهير باقي مناطق أبين. هذه العمليات التي قصمت ظهر القاعدة في معاقلها الغربية واستنزفتها بشكل كبير هيأت المجال لشن عملية عسكرية متزامنة واسعة النطاق في الجانب الشرقي من البلاد انطلقت فجر الأحد تتقدمها وحدات عسكرية جنوبية حضرمية تحركت بمساندة قوات إماراتية وإسناد جوي من التحالف.
تنظيم القاعدة عامة لا يملك تكتيك المواجهة العسكرية للجيوش ، ويبرع كثيرا في حرب العصابات. لكن ما حصل في المكلا من فرار جماعي لمقاتليه دون مقاومة، يؤكد إلى حد كبير صحة ارتباط مقاتليه بألوية عسكرية تابعة للجيش اليمني السابق الذي يتواجد في حضرموت بقيادة الحليلي. هذا يفسره تسريب معلومات مؤكدة عن ضغوط قاداها كل من علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني والزعيم الديني الإصلاحي عبد المجيد الزنداني لإجبار الرئيس هادي للجوء إلى الوساطة مع مقاتلي التنظيم وتسهيل ممر آمن لهم من للخروج من المكلا وأبين.!
لماذا لم يسيطر تنظيم القاعدة على تعز أو الحديدة أو صنعاء أو حجة؟ ولماذا تم اغتيال كل القيادات الجنوبية العسكرية التي واجهت القاعدة بحزم منذ سنوات. ولماذا لا تستهدف القاعدة إلا المسئولين والكوادر العسكرية والأمنية الجنوبية؟
إجابة هذه الأسئلة إضافة إلى ما أثبته الجنوبيون من مواجهة تاريخية شجاعة مع هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة وإخراجها بمساندة الحلفاء الخليجين من مناطق الجنوب يفسر بشكل قاطع لكل متبصر حقيقة هذا التنظيم ومموليه وداعميه وصانعيه وأهدافه.
*- أياد الشعيبي كاتب صحفي – سويسرا