‘‘سعيد الدويل‘‘ شهيدٌ لا تفيه الكلمات

2016-05-20 22:49
‘‘سعيد الدويل‘‘ شهيدٌ لا تفيه الكلمات
شبوه برس - خاص - الصعيد شبوه

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في البداية ترددت كثيرا قبل كتابة هذه الأسطر .. ليس لشيء إنما لشعور مفرط مني وتفكير مقتصر على ذاتي يشبه الهروب من.استحقاق وجدت الكلمات لا تفيه حقه كما احس به وموجودا في نفسي ، فقد كنت اشعر انني غير قادر ان اكتب عنه من فرط حبي ومصابي فيه  واشواقي لأخٍ لا تملؤها الكلمات .. لقد كان غيابه فاجعة لي اكثر من اي شخص آخر كان الكتف والسند .. كلما ذكرته وتذكّرته لا اتمالك نفسي  فتفيض عيوني بالدموع واعجز عن الاستمرار في الكتابة

 

كنت اعلم ان زملاﺀ للشهيد في مؤسسة الشباب الديمقراطي التي كان  الشهيد رئيسا لها يعدون كتابا وفاﺀ لذكراه وعندما تواصل معي العم القدير صالح الدويل بان مشروع الكتاب لم تبقَ الا طباعته كتبت ما استطعته وهو قليل لا يعطيه حقه لكنه جزﺀ يسير من واجب تجاه صديق واخٍ لن انساه ماحييت وتجاه محبي الشهيد فكتبت ما استطيع احقاقا لحقه علينا وعرفانا لرجل ترك مكانا شاغرا في نفوسنا .

 

الواجب ليس لسعيد رحمه الله وتقبله شهيدا فسعيد قدم على رب كريم سيفيه حقه ، بل لنا جميعا محبي هذا البطل الذي فارقنا ونحن في أشد الحاجة إليه.. طوال فترات النضال السلمي برز قياديا شابا مناضلا وباذلا من وقته وجهده وماله جل ما يستطيع بدون منّه ولا تعالي..عرفته والابتسامة جميلة مرسومة على محياه طوال الوقت وفي أصعب والظروف  والأوقات.

 ودقّت طبول الحرب فبرز هذا البطل وكان الملاذ والداعم والمضيف وحلّال المشاكل واستوعب الجميع في قلبه قبل أن يتسع لنا منزله..

نعم منزلهم كان المؤخرة لقوات المقاومة والمستودع وموقع الراحة والاكل والشراب.. كنا نجتمع فيه بالمئات ويستقبلنا جميعا بابتسامه معهودة منه.. وكنت استغرب خصال سعيد النادرة إلى أن تعرفت عن قرب ببقية أفراد أسرته فزالت الغرابة وتلاشى العجب.. عندما تعرفت على والده العم محمد علي الدويل وإخوانه واعمامه وأبناء عمه وأبناء عماته واخواله حفظهم الله جميعا.. كان الجميع يعمل كخلية نحل بكل جهد وإخلاص بدون شكوى ولا تعب ولا حتى تململ بالرغم من التعب الذي كانوا يتعرضون له جميعا والخسارة حيث كان هذا البيت مضافا وملتقى للجميع وبشكل يومي لم أرى مثلهم ابدا وحينها أدركت أن مثل هذا البطل هو نتيجة بيئة متكاملة الأبعاد من المثل والخلق العالي المتكامل..

 

استشهد هذا البطل العظيم وهو يؤدي موقف شمل التضحية والشجاعة والبطولة والإيثار كلها وأكثر من هذه الصفات تجلت في هذا الموقف.. حيث علم أن العدو قد أسقط المواقع المحاذية لنا والتف حولنا فجازف وانطلق ومعه نفر قليل ليحذرنا ولكنه وقع وسط العدو واخترق صفوفهم رافضا الاستسلام وقاتلهم وأوقع فيهم قتلآ حتى استشهد بطلنا مقبلا غير مدبر..

 

وقع الأمر كان مصيبة على جميع الأبطال الذين عرفوا شهيدنا البطل وكلهم أحبوه وعند الجنازة لم أرى طوال الأعوام الماضية بكاء شباب أبطال على قبر رفيق كما رأيت على قبر الشهيد سعيد..

بكيناه ولا زلنا نبكيه ولا يمكن أن ننساه و لم يعد لدينا سوا الدعاء له باستمرار وايضا الوفاء لوالده وإخوانه وسوف تبقى ذكراه في قلوبنا ما حيينا.

 

رحمك الله ياسعيد وتقبلك عنده من الشهداء وحشرك بصحبة احب خلقه ومصطفاه سيدنا وحبيبنا محمدصلى الله عليه وعلى آله وصحبه 

وجمعنا بك في جنات الخلد

 

*- بقلم: عبدالعزيز بن عبدالرحمن الجفري