ديفيد كاميرون والقاعدون .. هل سيتعلم أبناء الشمال من هذه القيم الحضارية

2016-06-27 11:07
ديفيد كاميرون والقاعدون .. هل سيتعلم أبناء الشمال من هذه القيم الحضارية
شبوه برس - خاص - عتق شبوه

 

بريطانيا العظمى ؛ الامبراطورية التي لا تغيب عن مستعمراتها الشمس ..

غابت بريطانيا ، ولم تغب الشمس .. وحضرت بريطانيا بلندن ومدنها الأخرى ، واسكتلندا ، وإيرلندا ، وهي اليوم بريطانيا المعروفة بتاريخها العريق ؛ الذي أنجب مِن العمالقة مَن غيروا حياة العالم مثل إيدسون ونيوتن وشكسبير وبرنارد شو ، وغيرهم من القمم العلمية والأدبية ، وتشرشل والمرأة الحديدية في السياسة ، وتعمقت بهؤلاء قيم الحق والعدل والمساواة في وطنهم بريطانيا ؛ من الهايد بارك إلى البرلمان ؛ من الشارع إلى الطليعة .

 

ووقف على قمة الهرم القيادي لبريطانيا العظمى رجال عظماء ونساء عظيمات ، جميعهم تمثلوا قيم الحق والعدل والمساواة في ممارساتهم ، والتزموا الأمانة مع شعبهم  ، ومع أنفسهم ، وقدموا أفضل النماذج في الاعتراف بالحق العام ، والحق الخاص ، ولم يقعدوا على الكراسي لكي تزيد المآسي ، ولم يبيعوا المراسي ؛ بكل طاعمٍ وكاسي ، احتسبوا وحاسبوا ، واكتسبوا وأكسبوا ..

 

واليوم يقف أحد هؤلاء في وقت حرج بالنسبة لبلده ، وبالنسبة لقارة بأكملها ، قارة تصارع لكي تنافس القمم العالمية في الهرم الاقتصادي والعلمي ، بالعملة (اليورو) ، وبالمؤسسة (البنك المركزي) ، وبالكتلة الاقتصادية (الاتحاد الأوروبي) ، وبالتمثيل الدبلوماسي (وزارة الخارجية الأوروبية ) هذا كله لم يقنع الشعب البريطاني بالبقاء في الاتحاد الأوربي ، وبقي قائده المؤمن بالوحدة متمسكاً بموقفه المتعارض مع شعبه ، ورأى أن إرادة شعبه أقوى من إرادته فقدم استقالته .. ونحن شعب يدوسه الحكام ؛ بلا أحكام ، وبلا نظام ..

 

ومن الوحدة الأوروبية إلى الوحدة البريطانية ؛ لندن ترى أنها يجب أن تبقى ضمن الاتحاد الأوروبي ، واسكتلندا كذلك ، وتريد الاستقلال عن بريطانيا ، وإيرلندا كذلك !! هل سمعتم أن دايفيد كاميرون استدعى وزير دفاعه ، وقسم بريطانيا الكبرى إلى مناطق عسكرية بدعوى (الوحدة أو الموت) ، وهل سمعتم عن قادة الأحزاب ، أو أصحاب المال والثروة ممن يدورون في فلك الوحدة ، أو مَن هم مِن أقارب القيادات العليا في المجتمع يشنون حرباً من الكراهية والحقد والبغضاء على شعوب تلك المناطق؟؟ أو أن شعوب بريطانيا الأخرى غير شعوب لندن واسكتلندا وإيرلندا يبغضون بعضهم بعضاً ؟؟ إذن هل سيتعلم أبناء الشمال من هذه القيم الحضارية ، أم أنهم لن يخرجوا من دوائرهم المغلقة كما رفضوا القول باحتلال الشمال للجنوب حتى قالوا باحتلال الحوثي للبلاد !! فحرموا وحللوا !!

فليحللوا اليوم انفصال الجنوب قبل أن يقرروه لتعز أو صعدة ؛ لأنه أولى بعين حولى ، أو بيد طولى !!

 

*- الدكتور ناصر العيشي – شبوه