ارتبط اسم المرأة الحضرمية بعد حقبة مايسمى " بالوحدة اليمنية" بالانغلاق والانزواء والتشدد , تزامناً ورياح التغيير الذي حلت بالمجتمع الحضرمي متدثرة برداء الصحوة والعودة للدين (وكأن الحضارمة لايعرفون دينهم من قبل ) , رافق ذلك انفتاح وتطور للمجتمع في شمال اليمن وأضحى للمرأة في صنعاء مكانة في كثير من مناحي الحياة .
لكن الذي لا يعرفه الكثير منا أن حقبة ما قبل الوحدة اليمنية شهدت نشاطاً للمرأة الجنوبية بشكل عام والحضرمية بشكل خاص , وظهرت نماذج مشرفة للمرأة الحضرمية وهي تمارس دورها الريادي والحيوي في بناء المجتمع مناصفة مع شقيقها الرجل في تناسقية عجيبة جعلت من جمهورية اليمن الديمقراطية سابقاً متقدمة في مصاف الدول المدنية .
ويحسب للحركة النسوية واتحاد نساء اليمن دور فاعل في تنظيم العمل المدني للمرأة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, قبل أن تنتقل هذه التجربة إلى الشمال اليمني , مستفيدة من كل الإرث المدني النسوي في الجنوب ..ليس هذا وحسب بل تعمد أقطاب النظام في الشمال تهميش وإقصاء رواد العمل المدني بكل تفصيلاته جنوباً.
واحدة من هذه القيادات التي تم تهميشها هي فاطمة محمد حسن بلحمر.
فاطمة بلحمر من مواليد 1955 مدينة غيل باوزير , حازت على الدبلوم في العلوم الاجتماعية بعد الثانوية وعملت في بداية حياتها المهنية معلمة عام 1973 . ولأن المرأة الحضرمية لا تكتف بالعمل في السلك الوظيفي ,فقد كان لها قصب السبق في العمل التطوعي حيث ترأست اتحاد نساء اليمن م/غيل باوزير عام 1977م .
انتخبت فاطمة بلحمر لأول مرة عام 1978 م عضوة لمجلس الشعب عن دائرة غيل باوزير . وأعيد انتخابها للمرة الثانية في أكتوبر 1986 م لمجلس الشعب عن مركز تريم.
وفي عام 1990م تم الإعلان عن الوحدة اليمنية حيث أقر دمج مجلس الشعب في الجنوب ومجلس الشورى في الشمال في مجلس واحد تحت مسمى مجلس النواب .
في ذلك الوقت كما تقول فاطمة لم يكن في مجلس الشورى (الشمالي) أية امرأة بينما كان مجلس الشعب فيه عدد لابأ س به من النساء ممثلات لشريحة المرأة ..
مارست فاطمة عملها في مجلس النواب حتى انتهاء المرحلة الانتقالية عام 1993م , ثم بعد انتهاء المرحلة تم تعيينها منسق فني لروضتي الشحر والغيل ! وأحيلت ب2005عام للتقاعد.
فاطمة بلحمر واحدة من قصص التهميش الذي طال قيادات حزبية ومدنية جنوبية فلم يتم تكريمها يوماً ولم يلق الساسة في الشمال أي اعتبار لتاريخها الريادي المدني , في طمس ممنهج لكل ما يمت إلى الجنوب بصلة .
*- فاطمة باوزير – جولدن نيوز