جاء قرار نقل البنك المركزي إلى عدن القشة التي قصمت ظهر بعير الحوثيين والمخلوع صالح . حيث تعالت أصوات النخب السياسية ، والنشطاء إثر قرار النقل منددة به ، وبدأت أوراق التوت تتساقط واحدة تلو الأخرى لتكشف عن عورات كانت تتستر بثياب حقوق الإنسان ونبذ العنف وإحلال السلام. فأغلب النخب إن لم نقل جلّها ، عارضت قرار نقل البنك المركزي ، سواء كانت تلك المحسوبة على الانقلابيين الحوثيين ، أو تلك المنضوية تحت لواء الشرعية. وما فتيء الشمال بشقيه الموالي لصالح وللشرعية ينظر لقرار نقل البنك المركزي كخطوة متقدمة في فصل الجنوب عن سيطرته نهائياً بعد أن خسر التواجد على أرض الجنوب إثر خسارة قواته الغازية لمعركة 2015.
الحوثيون و تنصل الحلفاء
تلقت جماعة الحوثيين والمخلوع صالح ، الضربة التالية من قبل حلفائهم في العراق ، حيث أعلنت الحكومة العراقية عن دعمها للشرعية ، وعدم اعترافها بالمجلس السياسي المشكل من قبلهم ، لتتوالى بعدها الضغوطات الداخلية والخارجية على الجماعة الانقلابية ، الأمر الذي حذا بهم إلى طلب هدنة وإبداء استعداد لوقف التعدي على الحدود السعودية مقابل وقف التحالف العربي عملياته العسكرية في اليمن.
انشقاقات خطيرة وهروب جماعي للحرس الجمهوري
وفي المقابل أُعلن مساء الأمس عن انشقاق قيادات كبيرة بقوات الحرس الجمهوري . حيث قال اللواء الركن ناصر الطاهري إن ضباطاً من الحرس الجمهوري والجيش في صنعاء التحقوا بقوات الجيش الوطني في مأرب، وأن التواصل مستمر مع آخرين لإيجاد مخرج آمن لخروجهم، وفقاً لـ”عكاظ”. وأكد الطاهري أن -الضباط المنشقين- جزء من جيش اليمن ، مشيراً إلى أن أغلبية ضباط الحرس الجمهوري وأصحاب الخبرات غادروا اليمن ويتواجدون في بلدان أخرى. المخلوع في آخر مناورة له وطالب المخلوع صالح ، المملكة العربية السعودية بوقف الغارات ، وأبدى استعداداً للتحاور معهم مشيراً إلى حوارات جرت في مراحل مماثلة في الماضي . مراقبون يرون أن دعوة كهذه تظهر حجم الخلافات التي باتت تعصف بالتحالف بين الحوثيين وصالح ، وتقييد حركة الأخير من قبل الحوثيين ، ما جعل مشروع الحكومة الوطنية التي دعا إليها مجلسهم السياسي غير قابل للتنفيذ في الوقت الراهن على الاقل.
*- شبوه برس - جولدن نيوز - تقرير - فاطمة باوزير