لا يغيب عن عاقل في حضرموت ما جرى في فترة سابقة ويجري في وقتنا الراهن من تدمير ممنهج اصاب البنية الصلبة للمؤسسات الحضرمية وبأيادي رموز الاحتلال اليمني الحضرمية والتي كانت تصم المناضلين الثوار بوصفهم عناصر مارقة تريد شرذمة اليمن الى نصفين وهذا خطاب كبيرهم الذي ألهمهم الخطاب , المدعو (علي عفاش).
كل الممارسات التي شهدناها جميعا سوى نحن الذين كان لنا شرف مقاومة هذه الممارسات السلوكية الفاسدة التي أكلت أخضرنا ويابسنا الحضرمي أو المتفرجين من بني جلدتنا أو من لعب دور الداعم للمحتل اليمني بغرض تثبيط همم المناضلين الشرفاء حتى يثنوهم عن الطريق الذي اختطوه لأنفسهم وهو طريق الحرية .. طريق الانعتاق من العبودية، ولاشك إنه طريق شاق وشائك .
اليوم وبعد المسيرة الطويلة الشاقة من مقاومة الظلم والطغيان لا لشيء وإنما من أجل الوصول إلى لحظة الخلاص من ربق العبودية التي جثمت على أهلنا وشعبنا في الجنوب وأخص بالذكر حضرموت الذي كان لنا شرف الفعل الثوري فيها مع بقية الشباب الشرفاء حتى أنهكنا وبعثرنا طاقة الجيش الذي لايهزم .. يعود جميع من كان لهم شرف الخيانة لشعبهم ووطنهم الكبير حضرموت .. يعودون كلهم إلى المشهد من جديد على رأس وهرم مؤسسات حضرموت وبمعية كبيرهم وتوجيهاته من المركز هناك وكأن لم يكن شيء من هذا ولا ذلك. ولا أعني الكل ولكنه السواد الأعظم منهم وقلة هم الشرفاء عسى أن يخرجهم ربي من بينهم سالمين.
فأين الثورة ؟ وأين الفعل الثوري مما يجري في حضرموت؟ ماهي النتيجة ؟ من ثورة استمر عمرها ربع قرن أي منذ مقاومة المحتل في صيف حرب 1994 م إلى لحظة تسلق رموز الاحتلال الفاسدة المارقة على مؤسساتنا الحضرمية اليوم.
هل عجزنا عن الفعل ؟
هل أصابنا الوهن؟
أسئلة لا نملك الإجابة عليها .. البعض وصل إلى سن لربما أدرك أنه لا يستطيع مواصلة مشوار الثورة إلى محطتها الأخيرة ويحقق شروطها، ولذلك يريد قطف الثمار من خلال الانغماس في وحل المرحلة وبدعوى إنها مرحلة الفعل السياسي. صحيح ..إنها مرحلة الفعل السياسي ولكن ليس بالانغماس في دائرة الفساد والمفسدين وخاصة أنها دوائر إعادة منظومة حضارم الاحتلال اليمنية. وهذا الفعل الممارس من قبل بعض القيادات التي قادت الشارع في مرحلة معينة وصعبة لا تفسير له، أي لهذا الفعل ولا نستطيع تسميته إلا بأنه طريق الخلاص الفردي ولا علاقة له بالخلاص الثوري.
لماذا؟
لأن خلاص الثورة هو الخلاص الجماعي من خلال تحقيق كامل أهدافها التي رسمه كل المناضلين الثوار على أرض الجنوب العربي من باب المندب إلى المهرة. ولأن الثورة لا معنى لها في حياة الشعوب المناضلة إلا من خلال خلاص الشعب المقهور كله دون استثناء. ولأن الثورة والنضال ضد الظلم والفساد والاضطهاد عبارة عن رسالة فالرسالة لا تسعى لتحقيق الخلاص الفردي وإنما الخلاص الجماعي. وخير مثال نقتدي به فيمن حمل رسالة الأمة ككل محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فلو أراد الله به خلاصه الفردي لما أمره أن يعود إلى الأرض ليستكمل رسالته الإلهية للبشرية حينما عرج به إلى السماء.
فأي مناضل أو أي مجاهد من الأمة لابد أن يعي أنه يحمل رسالة ولأنه يحمل رسالة فلا مجال للخلاص الفردي فيمن يحمل الرسالة . باعتقادي كلُّ الذي انخرطوا في منظومة الفساد الحالية ولا يتصدوا لهذا الفساد هم ناضلوا من أجل لحظة الوصول للخلاص الفردي. وإلا لماذا هذا السكوت على ما يجري من تدمير ممنهج للإنسان في حضرموت؟ ولكل مؤسساته من خلال هزلية التعيينات المعيبة المشينة التي يشيبُ لها رأس الشباب.
أهكذا صرنا؟ هل أصابنا العجز والوهن؟
لا أعتقد ذلك أنا شخصياً وكثير من المناضلين الذي ألتقيهم في طرقات المدينة (المكلا), وأعلم أن كل شبر في المكلا ويعلم القاصي والداني والعدو قبل الصديق، إن كل شبر أيضاً كان لنا جميعا فيه كرة وفرة ضد الظلم .. ضد الاضطهاد .. ضد جيوش الطغيان اليمنية حتى جاءت لحظة معينة أجبرنا هذه الجيوش إلى عدم دخول مناطق معينة من المدينة ولفترة ليست باليسيرة وهذا كله بفضل شباب المدينة المناضلين من المكلا والشرج والديس وكل شباب حضرموت من كل مكان. هكذا كان الفعل الثوري السلمي .. فأين نحن منه اليوم ولو استمر الفعل السياسي اليوم بشروط الفعل الثوري أمس لما تسلق المتسلقون وتربعوا على مؤسساتنا الحضرمية الفارين عند كل نازلة تعصف بهذا البلد, تاركين الوطن وشعبه المسكين يواجه مصيره وحتفه.
واليوم ها هم يعودون؛ ليبسطوا نفوذهم من جديد على مؤسساتنا الحضرمية, وبمعية كبيرهم الذي علمهم سحر الشعوب. اللهم اني بلغت .. اللهم فأشـــهد
*- صابر بن مقنع = شبوه برس - جولدن نيوز