إتخذت إدارة وحدة علاج الأورام السرطانية الوحيدة بشبوة قبل بومين قرارا باغلاق أبوابها وتوقف العمل فيها الى أجل غير مسمى .
وعلقت على بواباتها الخارجية يافطة بيضاء توضح الاسباب التي ادت الى اغلاقها والمحددة في مجموعة من المطالب الاساسية لطاقم العمل الطبي فيها . والتي تأتي في مقدمتها المطالبة بمرتباتهم التعاقدية لفترة خمسة اشهر ِ. عدم وجود موازنة أونفقات تشغيلية للوحدة وعدم وجود المعدات والمستلزمات الطبية الضرورية لعمل الوحدة .
قرار الاغلاق جاء على خلفية عدم استجابة السلطة المحلية لهذه المطالب المشروعة ومماطلتها وتسويفها لهذه المطالب والتهرب منها لفترة طويلة .
مما يعني انسلاخ هذه القيادات من انسانيتها وتخليها مع سبق الاصرار والترصد عن ضمائرها الميتة أصلا .
إذا هم من الأموات الاحياء الذين لايسمعون نداء الاستغاثة التي أطلقها طاقم العمل الطبي بهذه الوحدة النوعية ولم تهتز مشاعرهم المناشدة من مرضى الوحدة .
ولكن من المستحيل أن يسمع الصم الدعاء و النداء أو تهتز شعرة لمن أمات الله قلبه بغفلة الدنيا أو نسف ضميره ورماه بسقط من متاعها المهلكة له في الدنيا والاخرة .
عهدي بهم أناس يحبون الخير لكن لا أدري ما أجرى الله عليهم من سنن في هذه الزمن الردي حتى يغضوا الطرف عن كل شي من واجباتهم الدينية والانسانية والوطنية ويصرون على الموت وهم أحياء .
حقيقة معلومة وبعيدا عن لغة التجريح والتصريح أن من بات بهذه الصفات المجردة من الانسانية أو كل مايتصل بخصائصها الرحمانية وفضائلها الربانية لابد أن تسقط عنه ولاية التكليف القانوني والشرعي برعاية أبناء المحافظة صحيحهم ومريضهم والسهر على مصالحهم واقتحام الصعاب وقهرها من اجل خدمتهم .
وطبعا هذه المصلوبة بخجلها شاءت أم ابت لا يمكن أن تحس مشاعرها الميتة بحجم مسؤوليتها عن إغلاق هذه الوحدة ولايمكن لها ان تدرك تداعيات تبعات هذه القرار ولا يمكن لها ان تستوعب السؤال الصعب والمهم وهو ماذا بعد اغلاق وحدة الاورام ؟؟؟
ياليتها فقِط تعلم كارثية هذا القرار على نفسيات المرضى بهذا المرض القاتل
ياليتها تعلم بان القرار يعني للمرضى اغلاق باب من ابواب الامل العائيشين عليه في الحياة .
ياليتها شاهدت دموع الطفل علاء بن سريع وهي تكتب بلسان الطفولة البرئية ذات من الأيام وهزتني من أعماقني بعنف لا تغلقوا وحدة الاورام لان حياتنا متوقفة عليها .
هذه الكلمات قالها وجسمه الغض يهتز من جرعة أعطيت له على الفور وأصر على الخروج للمشاركة في وقفة احتجاجية لطاقم العمل الطبي بالوحدة لتبقى نافورة للحزن والدموع مفتوحة كلما تذكرت استغاثة هذا الطفل الملائكي الجميل .
*- عمر الحار – عتق شبوه