من المعروف أن أساس حزب الإصلاح هو الجبهه الاسلاميه التي أنشئت في الجمهوريه العربيه اليمنيه في السبعينات بدعم دولي واقليمي لمواجهة الزحف الأحمر القادم من الجنوب والذي يهدد عصابات الحكم العسكري القبلي في الجمهوريه العربيه اليمنيه بصوره خاصه وانظمة دول شبه الجزيره العربيه بشكل عام ومصالح الدول الإمبريالية في هذه المنطقه وقد كان المصدر الأساسي لتكوين هذه الجبهة هم الإخوان المسلمين في الجمهوريه العربيه اليمنيه .
وقد لعبت هذه الجبهة دورا أساسيا ضد الجبهه الوطنية وحزب الوحده الشعبيه في الجمهورية العربية اليمنية المدعومة من الجنوب وظلت هذه الجبهة في الجمهوريه العربيه اليمنيه رأس حربه ضد القوى الوطنية في الجمهوريه العربيه اليمنيه المدعومة من الجنوب وقاعدة إمداد للمجاهدين العرب في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي بالمقاتلين .
وعند تشكيل المؤتمر الشعبي العام في الجمهوريه العربيه اليمنيه دخلت ضمن قوامه ولكنها ظلت تحافظ على استقلاليتها التنظيمية والفكرية حتى خرجت من تحت عباءة المؤتمر قبيل الوحده تحت اسم التجمع اليمني للإصلاح متخذا من الدين الإسلامي شعارا له وقد كانت لهذا الحزب خططه التكتيكية والاستراتيجية لإقصاء الجميع فبدأ بخطة إقصاء الحزب الاشتراكي اليمني وكل قوى الحداثة المتحالفة معه ونجح عسكريا وسياسيا في ذالك .
ثم بعد ذلك بدأ يعمل على إقصاء حليفه المؤتمر الشعبي العام بالاسهام في تجمع اللقاء المشترك ودعم ثورة الشباب في 2011 واختطافها وبذالك استطاع أن يقصي المؤتمر الشعبي العام ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن أي أنه تم ظهور الحوثيين والذي فاجأته قوتهم حيث استطاع الحوثيون أن يقتلعوه من على الأرض ويشردوا قياداته إلى الخارج وتشتيت قياداته الوسطية وقواعده في الداخل ولم يجديه نفعا إلا تدخل التحالف بعاصفة الحزم لدعم الشرعيه التي يسيطر عليها ، ولكن لأن حزب الإصلاح في اليمن استراتيجيته فقط هي السيطره على السلطة والثروة لم يواجه أو يدخل في أي حرب حقيقية في اليمن لأنه لا يريد ان يخسر لذى فضل الانسحاب التكتيكي حتى شواطئ بحر ايجه في تركيا .
كما أن الحمله المكثفة الاقليميه والدوليه ضد تيار الإخوان المسلمين بوصفه الرحم الذي تتخلق فيه عناصر كافة المنظمات الارهابيه قد افقدت حزب التجمع اليمني للإصلاح الدعم المادي والمعنوي الذي كان يحضى به إبان الحرب الباردة بين المعسكر الاشتراكي والراسمالي من الجانب الإقليمي والدولي مما أدى إلى وهنه داخليا وخارجيا وباتت أبرز قياداته في قفص الاتهام للمحاكم الدوليه تواجه تهمة الإرهاب ، ومما أوهن الحزب أيضا هو اتخاذ الحزب من الدين شعارا له في حين أن الكل يدرك أنه قد جعل من الله وسيله من اجل السيطره على السلطه والثروة فقط ، كما اوهنه مشاركته لحزب المؤتمر الشعبي العام في الاتخاذ من الفساد سياسه رسميه للدوله منذ حرب صيف 94 والتي هي مستمره حتى اليوم كسياسه رسميه لحكومة الشرعيه المسيطر عليها الحزب ، مما يجعل فرص حزب التجمع اليمني للإصلاح في المستقبل تساوي صفرا سياسيا واجتماعيا ودينيا ولم يعد لوجوده من حاجة على الساحه إلا الاشتراك في مقاومة الحوثيين ، لذى فهو يسعى لبقاء وجود الحوثيين من أجل بقاءه .
بقلم :
صقرالغرانيق سالم هارون
الولايات العربيه المتحده
ولاية شبوه
24 مارس 2019